إجحاف بحق بعض الأطباء المقيمين في القامشلي
يعتبر الطبيب المقيم اللبنة الأساس في هيكلية أي مستشفى بالعالم، فهو أول من يستقبل ويفحص المراجع بقسم الطوارئ والإسعاف، وهو المقيم الدوري المشارك بفلترة وعلاج ما يقارب ٨٠٪ من المراجعين، والبقية يفحصون من الطبيب المقيم الأقدم، أو من الطبيب الممارس إن كان مداوما أصلاً!!.
إن ملاك مستشفى القامشلي الوطني من الأطباء المقيمين الدوريين، خصص لها حسب الهيكلية الموضوعة من وزاره الصحة، وذلك نسبة إلى عدد الأسرَّة بالمستشفى، وقرب الأطباء من مركز المدينة.
المصيبة الكبرى أن إدارة المشفى في الآونة الأخيرة تتعامل مع الأطباء المقيمين بصفة العامل وربّ العمل، حيث نقلت بعض المقيمين من المشفى الوطني بالقامشلي إلى مثيله في الحسكة، رغم معرفتها بصعوبة المواصلات، وخطورة الطرقات بين المدينتين التي أحيانا تشهد اشتباكات بين تنظيم «داعش» ووحدات الحماية الشعبية، والجيش العربي السوري، مما يعني التأخير لساعات المساء لحين التمكن من العودة إلى المنزل، السؤال هنا: هل ترضى إدارة المشفى لزوجاتهم أو شقيقاتهم أو أي شخص يمد لها بصلة القرابة الدوام بهذا الشكل بعيداً عن المصاريف الأخرى من مواصلات وأكل وما شابه ذلك، التي تكلف الطبيب المقيم نصف راتبه في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة؟ وهل مدينة الحسكة وقراها خالية من الأطباء المقيمين حتى يفرز لها من القامشلي على حساب راحة وجيب عائلات بأكملها؟!.