عرض العناصر حسب علامة : الوعي الاجتماعي

مطبات حقاً إنها أخلاق سوق

لم نؤل جهداً في تعداد انهياراتنا الاقتصادية، من سوقنا المفتوح على مصراعيه أمام التجار الذين يتحكمون بنا كما يشاؤون دون رقيب أو حسيب، الغلاء الذي لا تقدر عليه جيوب الأغلبية من الفقراء، الخطط الموضوعة لجعلنا خارج عنوان ذوي الدخل المحدود، القرارات التي ليس بمقدورها ملء بيت (المونة) أكان براد بردى أو (فريزا) جنرال تبريد على الهواء... أو نملية قديمة بشبك ما زالت تمتلكها عجوز محنية من وطأة العمر والعوز.

إنقاذ الوطن مهمة الوطنيين

كلف عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بمهمة أسموها مهمة أممية عربية، وجاء دمشق وذهب إلى عدة عواصم وفي ذهنه أن يرتبط اسمه بحل عجيبة القرن الواحد والعشرين، وملأ ذهنه بموضوعة إعادة اسمه إلى السياسة الدولية بوصفه سياسياً بارعاً وذا حنكة  عقلية.

غفران ما لا يغتفر

منذ أن أنهيت قراءة كتاب «مبارك وزمانه- من المنصة إلى الميدان» الذي أصدرته دار الشروق في مصر، وأنا أحاول مراجعة عدد من المفاهيم التي كنت أعتقد أنها من البديهيات أو مفروغ منها في منسيات قاع المنظومة الأخلاقية التي تجتمع عليها البشرية عموماً.

ثقافتنا.. بتنوعنا

تفوقت الحالة الثقافية السورية عن مثيلاتها في مسألة إنكار الآخر، ووصلت في إقصائها لهذا الآخر إلى حد لم تصله مزاعم الفراعنة الآلهة، الذين كان يصر واحدهم على أنه الرب الأعلى، وأن كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
ذلك الإنكار اتخذ أشكالاً شتى من الرفض إلى التهميش إلى الإقصاء إلى التخوين إلى السحق، فالآخر إن كان تابعاً أو ظلاً أو عرضاً فهو على الرحب والسعة،  أما إن كان مخالفاً فلا أبقاني الله إن أبقيته!.

مصدر الوعي البشري

يعرّف الوعي البشري بأنه: الإدراك والإحساس وقدرة الشخص على الشعور، وبالرغم من الدور المهم الذي يمثّله في حياتنا، وفي جعلنا على ما نحن عليه، إلا أننا في الواقع لا نعرف سوى القليل جداً عن آلية عمل الوعي.

 

 

يجب العودة إلى ماركس ولينين..

1 - نظرا للوضع المعقد في منطقتنا، يستحيل وضع خطة سياسية صائبة دون الفهم ألاختصاصي للمادية التاريخية و الديالكتيكية والاقتصاد السياسي، في كل المنعطفات السياسية والمراحل المعقدة التي مر بها البلاشفة كان لينين يردد قوله الشهير (يجب العودة إلى ماركس).

جرائم الشرف.. قتل وحشي ومتعمد تحت حماية القانون

يضيق مفهوم الشرف في هذا المجتمع المدفوع للغرق في الجهل والتخلف ويتحول من خط فاصل بين الإنسانية والتوحش إلى وسيلة لإثبات الذكورة وتكريس الهمجية، لتكون النتيجة: فتيات يذبحن وهن في ريعان الصبا، لاتملك الواحدة منهن الحق حتى في أمنية أخيرة.. أحكام إعدام تصدر دون محاكمة أو حتى تفكير، والحجة الدفاع عن الشرف، حتى ولو كان أقصى ما فعلته الضحية هو الخروج من منزلها دون إذن ذويها!

صفر بالسلوك نحن والموبايل دراسة تاريخية

استطاع الموبايل السوري أن يلم شمل الناس ويعيد الأواصر الاجتماعية قوية على ما كانت عليه قبل أيام زمان، وقد أمكنك أن تشاهد سكان الأبنية على الأسطحة مجتمعين وهم يبحثون عن الشارة المفقودة ويتحدثون بسعادة على الموبايلات ثم يتحدثون مع بعضهم بعضاً، بل إنهم ـ وبعد أن عرفوا بطول هالسيرة ـ بدؤوا يحضرون معهم صحون الفتوش والتبولة وعقدوا الدبكات على أسطح البنايات، وكان الواحد منهم يترك الدبكة وهو يقول لجارته باعتزاز (بالأذن.. موبايلي عم يرن) وعلى صعيد الحب فقد وفر الموبايل للعشاق وسائل التعارف، فتجد شاباً يحاول التقاط الشارة عبثاً في الشارع مقابل فتاة تحاول نفس المحاولة، وهنا يبادر الشاب الفتاة بقوله  (أنت 94 ولا 93) ثم يتبادلان الموبايلات ويجربان، وبعد أن يضجروا من المحاولات المتكررة يتحادثان ويجلسان في الكافتيريا، ويحاول الشاب أن يمد يده إلى موبايله الموجود على الطاولة فتلامس يده يد الفتاة، عندها تشعر الفتاة بالحب وهو يسري في جسدها وكذلك الشاب فيتحابان ولكن الوالد الشرير لا يقبل بزواج ابنته فيخطفها الشاب ويحاول الوالد الشرير الاتصال بالشرطة ولكن الشارة تخذله ليجد ابنته قد تزوجت من حبيبها فيتصالحون جميعاً ويعيشون حياة هانئة حتى يفاجئهم هازم الملذات ومفرق الجماعات.

قبل أن تعم الفوضى..

أصبح هناك يقين كامل لدى معظم الناس أن ثمة جهات أو عناصر محددة، خارجية وداخلية، لها دون أدنى شك، مآرب بعيدة المدى، تسعى إلى تكريس نوع من الفوضى في سورية، كمقدمة وتمهيد لتكريس واقع أكثر سوءاً وأشد وطأة على البلاد والعباد من النواحي كافة..

هذا ليس مجرد كلام ينطلق من التخمين أو من التوجسات والأحاسيس المبالغ فيها.. إنه بكل أسف، بعض ملامح المرحلة الراهنة، والأدلة كثيرة لمن يريد التبصر والاعتبار واستدراك الأمور قبل أن تصل إلى درجة عالية من الفلتان وفقدان السيطرة..

تداعيات الثقافة البصرية

تحضرالصورة التلفزيونية، بوصفها واحدة من أهم المفردات الجملة الثقافية في عصر ما بعد الحداثة، وتلعب دوراً خطيراًـ يزداد باستمرارـ في تكوين الثقافة والوعي والمزاج، بما تنطوي عليه من سمات وخصائص أدت إلى انقلاب واضح في آليات وأنساق الاتصال بين البشر، لصالح "عولمة ثقافية" تثير أسئلة شائكة حول أنماط العلاقة الجديدة بين الانسان والوجود والتاريخ والرؤية الكونية، وصولاً إلى هواجس حول الذاكرة والهوية والتراث. فالصورة التلفزيونية تحوز عناصر ذات تأثير حاسم،يحضر في المستوى الأول قدرتها على تخطي الحواجز اللغوية بين الأمم والشعوب، الأمر الذي أثر (وسوف يتفاقم لاحقاً) على مفهوم النخبة (والطليعة) ودورها في الصياغات الثقافية والسياسية والاجتماعية!