مصدر الوعي البشري
يعرّف الوعي البشري بأنه: الإدراك والإحساس وقدرة الشخص على الشعور، وبالرغم من الدور المهم الذي يمثّله في حياتنا، وفي جعلنا على ما نحن عليه، إلا أننا في الواقع لا نعرف سوى القليل جداً عن آلية عمل الوعي.
ويعتقد العلماء حالياً، أن الوعي يتكون من عنصرين وهما: الإثارة والإدراك. حيث يتم تنظيم الإثارة في جذع الدماغ، ولكن المنشأ الفيزيائي للإدراك ظلّ لغزاً على الدوام. والآن، يعتقد فريق من الباحثين في جامعة هارفارد بأنهم قد اكتشفوا مناطق الدماغ التي تعمل مع جذعه للحفاظ على الوعي.
وتم إيجاد علاقة بين منطقة جذع الدماغ المعنية بالإثارة، والمناطق المعنية بالإدراك، وهما اثنان من المتطلبات الأساسية للوعي. وقد اجتمعت الكثير من الأدلة معاً للإشارة إلى هذه الشبكة التي تلعب دوراً في الوعي البشري.
وللتوصل إلى فهم سبب قدرة بعض المرضى على الحفاظ على الوعي بالرغم من الإصابات في حين يُصاب آخرون بالغيبوبة، فقد قام الباحثون بتحليل 36 مريضاً يعانون من آفات جذع الدماغ. وكان 12 مريضاً من بينهم مصابين بالغيبوبة (فاقدين للوعي)، بينما تمّ تعريف 24 مريضاً على أنهم واعون.
واكتشف الباحثون بأن 10 من أصل 12 شخصاً فاقداً للوعي، كان لديهم تلف في منطقة صغيرة من الدماغ، تلعب دوراً مهماً في الإحساس والحركة، وكان شخص واحد فقط من أصل 24 شخصاً واعياً، لديه تلف في نفس المنطقة. فمن الواضح إذاً أن هذا الجزء الصغير من جذع الدماغ له علاقة كبيرة بالحفاظ على الوعي.
وللنظر إلى أبعد من ذلك، فقد قام الباحثون بدراسة خريطة الدماغ السليم، حيث تمكنوا من تحديد منطقتين مرتبطتين بهذه المنطقة الصغيرة، التي تلعب دوراً مهماً في الإحساس والحركة، وقد أدى ذلك إلى الاستنتاج: بأن الارتباطات بين تلك المناطق والمنطقة التي تم تحديدها في جذع الدماغ ربما تلعب دوراً في تنظيم الوعي.