الصهيوني الخائف في بريطانيا
حسب جريدة «ويكلي ووركر» البريطانية، فأن الهجمات الحكومية على الاتحاد الوطني للطلاب بسبب ما يسمى «معاداة السامية» هي جزء لا يتجزأ من هجوم سياسي أوسع بكثير، ويتعلق بجعل معاداة الصهيونية جريمة.
حيث أعلنت الحكومة بأنها ستفك ارتباطها مؤقتاً مع الاتحاد الوطني للطلاب. وستجري إزالة الاتحاد من جميع إدارات التعليم واستبداله بمنظمة طلابية بديلة قائمة على أساس المكاتب الطلابية أو اتحادات فرعية صغيرة. وذلك لمنع وجود تنظيمات طلابية كبيرة العدد، والاتجاه نحو تفتيت هذه التنظيمات. وهذا يعني أن الاتحاد الحالي سيفقد التمويل الحكومي.
جاء هذا الهجوم السياسي على الطلاب بعد أن شعرت السلطات البريطانية بالهلع من نتيجة الانتخابات الطلابية التي جرت قبل أشهر، فأثارت وزارة التعليم البريطانية قضية تعرض اليهود للعنصرية، وهو ما نفاه اتحاد الطلاب ودعا إلى العمل المشترك مع الحكومة في قضية كاريكاتورية غريبة ربما ترتبط بالأوضاع السياسية العامة في بريطانيا حالياً لأن الوزارة واتحاد الطلاب أداتان من أدوات السلطة البريطانية.
ورغم عدم وجود بديل حقيقي لانتزاع اتحاد الطلاب من الهيمنة الحكومية، تفتعل الحكومة البريطانية هذه المعركة. وفي الوقت نفسه فإن الجامعات والمنظمات الطلابية البريطانية الرسمية واقعة تحت هيمنة الاتحادات الطلابية الصهيونية المنظمة على أساس اتحادات الظل الخفية. وأثار الإنكليز هذه المعركة بعد سماع أصوات قليلة جداً تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتصف الجامعات البريطانية بأنها بؤرة استيطانية صهيونية في إشارة إلى عمل اتحادات الظل الخفية. ولكن يبدو أن هذه الأصوات القليلة كانت كافية لإثارة خوف الطبقة الحاكمة البريطانية والمنظمات الصهيونية البريطانية.
وهكذا يبدي السياسيون الإنكليز براعتهم الاستعراضية في الصراع ضد العنصرية المفترضة، والذي هو في الحقيقة دفاع عن الطبقة الحاكمة الخائفة على مواقعها التقليدية ومواقع حلفائها الصهاينة. ويستخدم هؤلاء السياسيون لغة يسارية ما ليبدو هذا الصراع يسارياً، ولكنه في الحقيقة خوف من اليسار الفعلي الذي لم يتبلور بعد، واستعداد لفرض درجة أعلى من الرقابة على الجامعات البريطانية والحركة الطلابية التي تنشط بعيداً عن الاتحادات الرسمية.
ماذا يجب أن نفهم من كلام الصحف البريطانية حول هذه القضية: الطبقة السياسية البريطانية خائفة جداً، المنظمات الصهيونية البريطانية خائفة جداً مما يجري في بريطانيا وفلسطين المحتلة وروسيا والعالم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1082