هكذا تحطم الغزاة الأمريكيون أمام الصين
لؤي محمد لؤي محمد

هكذا تحطم الغزاة الأمريكيون أمام الصين

عرض على مختلف المنصات الإلكترونية ودور السينما حول العالم، الجزء الثاني من فيلم «معركة بحيرة تشانغجين» الذي أنتج في بداية العالم الحالي 2022. ويصور هذا الفيلم كيف حطمت القوات الصينية، الغزاة الأمريكيين، وكيف طردهم الصينيون خارج كوريا الشمالية في خمسينات القرن الماضي.

بدأ عرض الفيلم بالتوازي مع تصاعد الصراع ضد المحاولات الأمريكية لتفجير المحيط الصيني– الروسي. ما يعني أن هذا الفيلم، وضمن سلسلة من الأفلام والمسلسلات المشابهة هو جزء من المعركة الإعلامية الضرورية ضد الحرب الإعلامية الغربية.

قصة الفيلم

انتصر الجنود الصينيون «جيش التحرير الشعبي الصيني» في معركة بحيرة تشانغجين (المعروفة أيضاً باسم معركة خزان تشوزين) في الظروف الجوية القاسية. حيث دارت المعركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 27 تشرين الثاني إلى 24 كانون الأول من عام 1950.
فبعد الغزو الأمريكي الوحشي لكوريا، يجتمع المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني في بكين بتاريخ 4 تشرين الأول 1950، لمناقشة الوضع في كوريا الشمالية. يسأل ماو تسي تونغ ما إذا كان عبور الجيش الأمريكي خط العرض 38 يعني أنه سيعبر أيضاً يالو (الحدود بين الصين وكوريا الشمالية). ويذكر الموجز العسكري في الاجتماع أنه من خلال تمركز القوات في الأمريكية تايوان، تكون الولايات المتحدة قد غزت الصين بالفعل، وأن حشد القوات الأمريكية في كوريا يهدد أمن الصين. وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، زار بنغ دهواي مكتب ماو تسي تونغ. أخبر ماو بينغ أنه لا يريد الحرب، لكنه سيقاتل لحماية الثورة الشيوعية في الصين. يسأل ماو أنينغ، الابن الأكبر لماو تسي تونغ، بينغ دهواي عمّا إذا كان بإمكانه الانضمام إلى قوات جيش المتطوعين الشعبيين الذين سيتم إرساله إلى كوريا. ويبارك ماو تسي تونغ ذهاب ابنه للدفاع عن البلاد. واستشهد ابن ماو تسي تونغ جندياً عادياً في هذه المعركة مثل باقي أبناء الشعب الصيني.
يصور الجزء الثاني من الفيلم، أحداث ما بعد المعارك الأولى التي ظهرت في الجزء الأول من الفيلم الذي أنتج خلال العام الماضي. حيث صمد الجنود الصينيون ووجهوا ضربات كبيرة إلى الغزاة الأمريكيين. أما الجزء الثاني فهو مخصص للمعارك الأخيرة التي أدت إلى تحطيم القوات الأمريكية وطردهم من كوريا الشمالية.
وتصور المشاهد تحدي الظروف القاسية خلال الشتاء في المناطق الجبلية الباردة. حيث قصف قطار الإمدادات والمواصلات، فواصل الصينيون التقدم سيراً على الأقدام تحت قصف الطائرات الأمريكية. كما يصور الفيلم كيف انتصر المشاة الصينيون ضد الدبابات واقتحموا مقر القيادة الأمريكية في النهاية وحطموا آخر المواقع الأمريكية.

السينما أداة مواجهة

تعطينا كثافة الإنتاج الصيني للأفلام السينمائية الملحمية والدرامية، والمسلسلات ذات الطابع السياسي المرتبط مع الصراع الحالي الدائر حول الصين والعالم، صورة كيفية استعادة الصينيين لذاكرتهم الوطنية في هذه اللحظات بالذات، حيث تشتد حرارة المعارك السياسية والعسكرية والاقتصادية ضد الهيمنة الأمريكية.
بل يجري ربط الذاكرة الوطنية في اللحظة الحاسمة للمواجهة، وتوظيف ذاكرة الانتصارات القديمة هذه في الوقت المناسب تماماً للمضي إلى الأمام نحو الانتصارات الجديدة.
فالسينما ليست أداة محايدة أبداً، بل هي أداة إعلامية مهمة عند الصينيين، وهي كذلك عند العدو الطبقي التاريخي لشعوب العالم: الرأسمالية. ولا يجب ترك هذا الملعب للعدو الطبقي، كما لا يجب الاقتصار على الدفاع، بل الانطلاق نحو الهجوم، ومنع العدو الطبقي من أخذ زمام المبادرة.
وهكذا يدور الصراع أيضاً عبر المنصات السينمائية، ولا تختلف درجة حرارة هذا الصراع، عن المجالات الأخرى كثيراً سوى أنه معركة إعلامية خاصة في سياق الصراع السياسي العام.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1082
آخر تعديل على السبت, 13 آب/أغسطس 2022 18:52