الإعلام الأمريكي يقع في الفخ

في وقت بدأت عمليات الإعدام تكثر على شاشات التلفاز، وفي وقت بدأت تثور حوارات عميقة ومطولة حول جدوى هذه العمليات، فجر شاب في الثانية والعشرين من عمره في أميركا فكرة نظريات المؤامرة من جديد.

فقد قام فاندرفور بتلفيق شريط يمثل عملية إعدامه نفسه، داخل مرآب يملكه أحد أصدقائه ليظهر مدى السهولة التي يمكن أن يصل إليه التلاعب بوسائل الإعلام، ومع أن الهدف من وراء هذا الشريط كان مناهضاً للحرب الأمريكية على العراق إلاّ أن الآلة الإعلامية الأمريكية استطاعت أن تبقي الأمر محصوراً في تسلية يقوم بها شاب.

فقد حقق مشهد الإعدام الملفق انتشارا واسعا بعد أن ظهر على أحد مواقع يرتادها المتشددون الإسلاميون. بعد أن كانت جماعة الزرقاوي نشرت أشرطة لرهينة آخر أثناء قطع رأسه. تظهر الصور المزورة المعتمة رجلا يرتدي قميصاً أبيض يجلس على مقعد ويداه مقيدتان إلى الخلف. وهويصرخ: لقد عرضوني للمبادلة بمسجونين هنا في العراق.. لا بد أن نغادر هذا البلد، وإذا لم نغادره فسوف يموت الجميع بهذه الطريقة.

وبعد ذلك يظهر جسمه مطروحا على الأرض، وسكين ينحر عنقه.

أكد فاندرفورد إنه لم يرسل الشريط إلى أحد، وإنما وضعه فقط على شبكة الإنترنت، ليقوم المتعاملون على الإنترنت بالباقي، ليجد الشريط طريقه إلى القنوات التليفزيونية العربية ومنها إلى وكالات الأنباء.

: لقد فكرت في طبيعة الإعلام الأمريكي، وكيف أنه سيقع في الفخ بسهولة.

وبمجرد أن أذاعت قناة الجزيرة قصة الشريط، التقطته الأسوشييتد برس، ثم أصبح، حقيقة على الرغم من عدم قيام أي دليل يؤيده.

 

وكان فاندرفورد في تزويره للشريط على أن الأشرطة السابقة تميزت بالرداءة وسوء زوايا التصوير، وقال: لم يدر بخلدي على الإطلاق أن أسخر من شخص فقد حياته، ولكن أول ما فكرت فيه أن هذه الشرائط قد تكون مزيفة. وأنه يعتقد أن أي شخص بإمكانه عمل هذه الأشرطة ليحقق أغراضا سياسية، وقال إنه يلفت النظر إلى ذلك من خلال تلفيقه للشريط المزيف. وتصب هذه العملية البسيطة التي قام بها شاب في أميركا بالرغم من بساطتها، في الكثير من الأبحاث التي تدور حول الحقيقة والوهم في الإعلام.. وإلى أي مدى علينا أن نصدق ما يعرض على الشاشة.. وهل تكسب الشاشة كل الأخبار قدسية تمنعها عن المس، حتى وإن كانت مصورة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
227