ماذا تقول يا صاحبي؟ لجم شراسة الشر


■ أرى في عينيك الكثير.. وأحس أنك تتحرق لتقول ما في نفسك.. فماذا لديك؟


■■ نعم فما يجري على ساحة العراق يثير في الوجدان عواطف التحدي والغضب على الأعداء من تجار الحروب وغيلانها.. إنهم الوحوش الضواري بعينها.

■ صحيح ماتقول.. فما يجري يعيد إلى ساحة الذاكرة صدى تلك الكلمات التي قالها الرفاق منذ سنوات في وصف سلطة الرأسمال  الذي يحاول السيطرة على العالم.. ذلك الوصف الدقيق والصادق.. بالرأسمالية المتوحشة.. ولقد جاءت الوقائع لتثبت دقة هذا المصطلح وصحته.

■■ والمثل الساطع على ذلك هو كل هذا الكم الكبير من الإجرام بحق المدنيين وحرق اليابس والأخضر..و مع ذلك يقف غلاة الإمبرياليين أمام شاشات التلفزة دون ضمير أو خلق او خجل ليقولوا:  إنهم يحملون لشعب العراق الحرية والديمقراطية والسعادة!!

■ تماماً هذا هو الواقع بعينه.. هو الشاهد الحي على هذه الوحشية التي يمارسها حكام البيت الأبيض على شعبنا في العراق. فتكاً وتدميراً وإفناء.

■■ هاهي صور القتلى والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ تقدم البرهان على صدق ما تقول.. فبالأمس كما في كل يوم منذ بدأ العدوان نتابع الأخبار المصورة وتصفع عيوننا مشاهد الطفولة البريئة المعذبة والحروق والدماء وتخضب وجوهها وأجسادها.. هذه المشاهد التي تفجر براكين الغضب في كل  الصدور والقلوب.

■ إن جبروت القوة الطاغية للمستعمرين الأمريكان ـ كما الصهاينة تماماً ـ يصب حقده رعباً وبطشاً وقتلاً لكل ما هو آمن لكل ما هو جميل وشريف ورائع... إنهم يدمرون الحضارة والإنسان.

■■ هؤلاء الغزاة يتشدقون بأنهم رسل الأمن والسلام وبأنهم المحررون.. وليس أدل على ذلك من تلك اللقطات الحية التي بثتها المحطات الفضائية والتي هزت أعماق النفوس والضمائر ـ صور اقتحام بعض قطعان النازية الجديدة منزل عائلة عراقية لتخرج الأب والأم وأطفالهما المروعون أمام فوهات الرشاشات ليرفعوا أيديهم البضة المرتجفة إلى أعلى.. إنها وصمة الخزي والدناءة والعار في وجوه مغول العصر الحديث... برابرة واشنطن ولندن.

■ وهذه الجرائم البشعة بحق المدنيين العزل صغاراً وكباراً هي ما دفعت وتدفع بآلاف الشباب للتوجه متطوعين إلى ساحات القتال لمجابهة الغزاة الأمريكان.. وهذا ما يملأ النفوس فخراً واعتزازاً ويعيد إلى القلوب الأمل والثقة بالقدرة على لجم شراسة الشر والعدوان.

■■ أجل هذه الحقيقة بذاتها.. فالاندفاع الرائع إلى التضحية والفداء.. إلى الشهادة في سبيل الوطن والشعب.. هو مانراه في الواقع.. وعشرات وعشرات من الشباب الذين نعرفهم مع الآلاف ممن لا نعرفهم اندفعوا إلى ميدان الدفاع عن حق شعوبنا المشروع في رد العدوان الوحشي.. في سبيل استقلال وحرية العراق. ألم تسمع قول الشاعر:

ياشفاه الشعر ذوبي.. في أساطير الشعوب..

ثم عودي حدثينا.. خبرينا.. عن أباة صامدين

في ميادين الكفاح.. وأسأليهم:

من ترى يقوى على لجم الرياح.. إن طغى الإعصار مجنونا بساح..

من يصوغ النصر عقداً من جراح.. للملايين الغفيرة.

غير قبضات الأباة الصامدين.

فماذا تقول يا صاحبي؟!

■ محمد علي طه

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.