ملوحيات: الماركسية هي وحدها «الثقافة»
جان بول سارتر الذي نادى بالوجودية ظل في أعماقه ماركسياً، وإليكم كلمته هذه التي وردت في كتاب «الأدب الفرنسي الجديد» ص745:
«الماركسية هي وحدها »الثقافة« لأنها وحدها التي تتيح لنا أن نفهم الناس، والأعمال والحوادث».
وقال في مكان آخر:
«المؤرخون ماركسيون وإن لم يعلموا.»
تعليق:
على ماذا تدل هاتان الكلمتان؟
1. أما الكلمة الأولى فهي تدل على عمق الثقافة في الماركسية. إنها تفهم تطور الناس وتحلل أعمالهم، وتكشف ماوراء الحوادث والوقائع من حقائق.
أما غير الماركسية فقد تكشف مظهراً من المظاهر ووجهاً من وجوه التطور وحقيقة من حقائق الحياة، لكنها لاتكشفها كلها، بينما الماركسية تبرز كل مراحل تطور الإنسانية وتحلل أعمالها وتبين ماوراء تاريخها، بل إنها تتنبأ بما سوف نصل إليه من تطور في العلاقات الإنسانية وفي النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
2. ويرى سارتر في الكلمة الثانية أن كل مؤرخ حقيقي يفرض عليه علمه أن يبحث في الفترة التاريخية التي يتحدث عنها، وأن يحللها اقتصادياً واجتماعياً، وهو، حين يفعل ذلك، ماركسي يقوم بما تقوم به الماركسية في دراسة المجتمعات الإنسانية.
■ عبد المعين الملوحي
شيوعي مزمن