ملوحيات: لماذا يتأهب الأوروبي للموت؟
قال أندرو مالرو، وزير الثقافة في عهد الجنرال ديغول:
«ليس من الأكيد أن يكون الأوروبي مات، ولكن من الأكيد أنه مهمل. إنه يهمل هو نفسه قيمه، وإنه يتأهب للموت بنفس الطريقة التي تموت فيها كل طبقة حاكمة أو كل إمبراطورية قديمة تعتزم ملاقاة حتفها».
■ أندرو مالرو ـ الأدب الفرنسي الجديدة ـ ص 747
تعليق:
مامعنى ذلك؟
لقد وضعت الثورة الفرنسية والثورات العديدة في أوروبا في القرن التاسع عشر قيماً إنسانية دعت إليها منها: الحرية والمساواة والإخاء. ولكن هذه القيم قضت عليها الرأسمالية التي ظهرت في أوروبا في هذا القرن وتحولت إلى الاستيلاء على المستعمرات ونهب الشعوب. ومن هنا منذ تخلي أوروبا عن مثلها وقيمها في الثورة بدأت تموت، وهو موت يحل بكل طبقة حاكمة في عهد من العهود التاريخية إذا لم تجدد نفسها ولم تتمسك بقيمها.
وقد شهدت الإنسانية موت عديد من الطبقات والإمبراطوريات التي ماتت كما تشهد الرأسمالية الآن وهي في طريقها إلى الموت بعد أن تخلت عن قيمها لذلك فهي في حاجة إلى استعادة قيم الثورة أو إنشاء قيم ثورية جديدة مناسبة لهذا العصر لتستطيع البقاء وإلا فسيكون مصيرها مصير الطبقات الحاكمة السابقة، ومصير الإمبراطوريات المنقرضة.
وأعتقد أن أوروبا بدأت تصحو وخرجت على أوامر الطبقة الحاكمة في أمريكا لتستعيد قيمها في ثوراتها التحررية السابقة.
ولعل موقف فرنسا وألمانيا وروسيا من حرب الإمبريالية الاستعمارية الأمريكية على العراق بدء هذه الصحوة المباركة.
■ عبد المعين الملوحي
«شيوعي مزمن»