الشجر الكنعاني أمانة تاريخية
بمبادرة ذاتية غير مدعومة أو ممولة بدأت بشباب ثلاثة ثم صارت تضم عدداً كبيراً من الشبان من كلا الجنسين، تنادي حملة «الشجر الكنعاني أمانة تاريخية» بالحفاظ على أكبر شجرة زيتون في فلسطين، وتسليط الضوء عليها حكومياً وإعلامياً، للحفاظ عليها من تهديد المستوطنين، ومنع مصادرتها، وأيضاً الاعتناء بها وتوجيه الأنظار عليها عالميا.
الشجرة تقع في قرية فلسطينية قضاء القدس مهجرة عام 1948، قام الاحتلال بتهجير سكانها من الجزء الغربي فانتقل السكان إلى الجزء الشرقي الذي تقع فيه الشجرة اليوم، الجزء الغربي من القرية خالٍ من السكان وتمر منه سكة القطار الإسرائيلي، وكذلك الحد الفاصل بين القدس والضفة الغربية.
هي الشجرة الأكبر عمراً في فلسطين، عدا عن كونها كشجرة زيتون ترمز للشعب الفلسطيني وتراثه وتاريخه، وهي أيضاً كما اعتبرها فريق متخصص ياباني زارها وقدرها عمرها بأكثر من 5500 عام، بأنها أكبر شجرة عمراً في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك الهدف الأسمى من هذه البادرة الحفاظ على جزء هام من التراث الإنساني العالمي.
المبادرة التي انطلقت على «الفيس بوك» ستتحول لحشد حقيقي يهدف لجمع تواقيع لتوجيه مجموعة كتب لوزارة الزراعة الفلسطينية، ووزارة السياحة والآثار، وكذلك للمؤسسات الخاصة للاعتناء بالشجرة وفتح شارع يصل الزوار إليها، وأيضاً تخصيص مقاعد للزوار حولها، وذلك بهدف الحفاظ عليها أولاً، وثانياً تسليط الضوء عليها عربياً وعالمياً، وثالثاً حمايتها من المصادرة أو اعتداءات المستوطنين عليها، وذلك عبر جذب السياح إليها وهو ما يساهم في حمايتها.
وفي المرحلة الثانية من المبادرة سيكون الهدف إدخال الشجرة لموسوعة «غينس» للأرقام القياسية بعد التأكد أنه لا يوجد في مكان آخر بالعالم شجرة أكبر منها عمراً. وفي المرحلة الثالثة ستستمر المبادرة في بحث عن أشجار أخرى بمثل عمرها أو أقل قليلاً، حيث في فلسطين العديد من هذه الأشجار كانت إحداها شجرة زيتون ضخمة قدر عمرها بآلاف السنوات تقع في مدينة طولكرم وقامت بلدية المدينة للأسف بقطعها.
أما في المرحلة الرابعة من المبادرة سوف يتم إصدار كتاب، ومن ثم عمل فيلم عن أشجار الزيتون المعمرة في فلسطين بهدف أيضاً تسليط الضوء عليها وحمايتها من المصادرة والتقطيع، كونها جزءاً من التاريخ الفلسطيني الأول والذي يؤكد حقنا في الأرض وأننا موجودون في هذه الأرض منذ آلاف السنين بعكس ما تدعي الرواية والأساطير الصهيونية بأننا دخلاء على هذه الأرض.