«غوغل» يحتفي بمحمد مهدي الجواهري
احتفل محرك البحث «غوغل» بذكرى ميلاد شاعر العرب محمد مهدي الجواهري، والذي ولد في السادس والعشرين من تموز 1899م، وتوفي في السابع والعشرين من الشهر نفسه عام 1997، وكان والده أحد علماء النجف البارزين.
تحدّر الشاعر الكبير من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والذي ألّف كتاباً في الفقه بعنوان «جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام».
قرأ الجواهري القرآن الكريم وهو في سن مبكرة، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك.
وكان الجواهري يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي، وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، ونظم الشعر في سن مبكرة، تأثراً ببيئته، واستجابة لموهبة كامنة فيه.
كان والده يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه، بعد وفاة والده سنة 1917، عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
شارك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق، تلا ذلك عمله بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة «الفرات» وجريدة «الانقلاب» ثم جريدة «الرأي العام» وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
نشرت أول قصيدة له عام 1921، ثم توالى النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية، نشر أول مجموعة له باسم «حلبة الأدب» عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين .
أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه «بين الشعور والعاطفة» نشر فيه ما استجد من شعره. استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته «الفرات» والتي صدر منها عشرون عدداً، ثم ألغت الحكومة امتيازها، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن دون جدوى ، فبقي دون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم «ديوان الجواهري»، وفي أواخر عام 1936 أصدر جريدة «الانقلاب» إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي، وعندما شعر بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً ، انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين ، وصدر له في براغ عام 1965 ديوان جديد سمّاه «بريد الغربة».
عاد إلى العراق في عام 1968، وفي عام 1969 صدر له في بغداد ديوان «بريد العودة»، ثم أصدرت له في عام 1971 وزارة الإعلام ديوان «أيها الأرق»، وبعده ديوان «خلجات».
من أشعاره:
دمشقُ وأنتِ غانيةٌ عروسٌ
أمشتبك الحرابِ لكِ الصَّداقُ؟
أذنباً تحسبون على البرايا
إذا ما ضويقوا يوماً فضاقوا
بعين اللهِ ما لقيتْ شعوب
لحد السيف مكرهةً تُساق
عجافاً أُطلقت ترعى ولكن
معاهدة القويّ لها وَثاق
وعيقَتْ مُذْ بَغَتْ حقاً مضاعا
وساموها الدمار فلمْ يُعاقوا
تحررتِ البلادُ سوى بلادٍ
ذُيولٍ شانهن الالتحاق
أبابُ الله يُفتح للبرايا
وعن هذي البلاد به انغلاق
وكيف تسير مطلقةً بلادٌ
عليها من أحابيلٍ نطاق
يُطاق تقلّبُ الأيام فينا
وأما أنْ نَذلَّ فلا يُطاق