حوار السلام بين الشعوب
افتتح معرض الفنان الإسباني خوسيه مانويل فريشان" صوت البازلت الأسود" في خان أسعد باشا، وقد اختير تنفيذ هذا المعرض في هذا الخان، ليتناغم مع عمارته المتميزة بالأبيض والأسود،وذلك باستعمال 2000 كلغ من الرز المطحون الذي فرشت به الأرضية ، مع حوالي 500 كلغ من بودرة البازلت الأسود كتبت بها مقاطع شعرية لمجموعة من الشعراء الملتزمين بالحوار بين الشعوب.
في غرف الطابق العلوي من الخان،تلقى أبيات مؤداة بأصوات مؤلفيها الأصليين، في حين كتبت مقاطع منها على اللوحة الكبيرة الممتدة على أرضية المبنى.
تخلق هذه الأصوات المنبعثة من الغرف نوعاً من التداخل المبهم، ليزول رويداً رويداً، عند الاقتراب من كل غرفة للاستمتاع بكل قصيدة. ويتزامن كل ذلك مع عرض مشاهد تصدر ضجيجاً، فتنقلنا إلى أحاسيس و مشاعر تتواصل مع المجتمعات الكبيرة المعاصرة.
أصوات الشعراء الأصلية منهم: ألبارو كونكيير، أنتونيو غامونيدا، ألفونسو بيكيسغيرو وخوسيه أنخيل بالبنتي من إقليم غاليثيا، وجون بيرغير من بريطانيا، وعبد الكبير الخطيبي وعبد اللطيف اللعبي، من المغرب وبدر شاكر السياب من العراق، ومحمود درويش من فلسطين، وأدونيس ومحمد الماغوط ونزار قباني من سورية.
"صوت البازلت الأسود" يدعونا للتأمل بجمال النظر، وقوة الكلمات في الشعر، أمام اللامنطقية السائدة في الحياة اليومية للشعوب. ويبحث، جمالياً، عن ردة فعل الزائر تجاه المواقف التي تميل نحو القتال والحرب واللاعقلانية. فالجمال والفن يمثلان هنا أدوات الحوار واستيعاب الآخرين. ينسجم المعرض مع البناء بأكمله في حين تخلق القصائد الشعرية نوعاً من الاستعارة والتناقض بين الضجيج والاستمتاع بهذه القصائد.
