كيف أكون شاعرة.. ما دامت أصابعهم تجعد روحي؟
أجمل الأشياء تلك التي تعبر عما بداخلنا.. تلامس روحنا.. تكشف لنا عن ذلك العميق الذي يسكننا.. في ديوانها «وحيدة قرن» تدهشنا الشاعرة الشابة إيمان الإبراهيم... تشدنا إلى عوالمها، وفي لحظة ما، نكتشف ذاتنا داخل هذه العوالم وقد أصبحنا نحن أبطالها.
ما زلت أحيا
في غرفة مغلقة
بلا باب
وبلا نافذة
تماماً كنملة يوسف...
وهو يعبث بمصيرها
ويحبسها في علبة حلوى..
عبر لغة بسيطة.. ترسم صورها.. تتناول مفردات اللغة بحيوية
وتعاملها بعشق، نفاجأ بها.. إنها مفردات حياتنا اليومية وقد
أصبحت صوراً على شكل قصائد:
كحل أمي دليل عافية قلبها كل ليلة تشمني أمي لتوقن بأن القرنفلة مازالت غافية تسرّح شعري وتزرع في منتصف رأسي قرناً صرت وحيدة قرن بملامح طفلة
في قصائدها تلملم تفاصيل حياة النساء.. بلا صخب أو كلمات طنانة، تقدم نماذج للمرأة مختلفة عما قدمه كثيرون – في الشعر أكثر من أي مجال آخر – حاولوا الغوص في تفاصيل ذلك الكائن «الأنثوي» واستطاع بعضهم الولوج ولو قليلاً في ذلك العمق.. لكن إيمان تروي ظمأكَ بجرعة زائدة من الجرأة والشفافية والبساطة:
أشم قطعة لحم
كم أنا ممتهنة في أنفه!
أحيانا ً تستهويك لعبة المشاركة في الصنع الأدبي وأنت تقرأها، فتتخيل لوهلة أنك تشاركها الإثم والخطيئة الفاضلة – خطيئة الكتابة – فتحس أنك تقرأ نفسك وأن الآخر هو أنت.
عرفت أخيراً
كيف أصون رهافتي
عرفت كيف أكون
حطابة حلم خشبي
تقول إيمان عن تجربتها في مكان ما: «.. أبحث عن هوية أصنعها بنفسي ولا أرثها من أحد».. هل وجدت إيمان الإبراهيم هويتها؟ ربما...!!!
■ إيمان الأحمد