كاميرات متجولة بين دمشق وكوبنهاغن
تحت عنوان «دمشق- كوبنهاغن» شارك المصوران السوري بسام البدر والدانماركي هانس كريستيان جاكوبسون، في تقديم حوار بالصور بين المدينتين، وقد قدّمت أعمال المشروع في خان أسعد باشا.
تقدم كاميراتا الفنانَين ملخصات بحثيّة في يوميّات المدينة، من حركة الناس في الشوارع، إلى الاحتفاء بالشوارع ذاتها، متعقبتَين السيارات والأرصفة والمباني والأزقة، في دينامية تشكيلها غير المنتهي لهوية المدينة المعاصرة، بحيث يبدو التصوير رصداً لتقلباتها النفسية والجمالية، وتوثيقاً لما لا يوثّق بالمعايير والأساليب التقليدية.
تتوهج الصور بالحدس والأنسنة، وكأنها تقوم بفعل استنطاق الفضاء المكاني في لحظة مفتوحة على آفاق التغير، ورصد التهامس الخفي بين الفن والحياة.. هكذا يلعب الضّوء والظّل، في تناغمهما وتنافرهما، لعبة إعادة تشكيل الواقع.. لتقول الصور، في آخر الأمر، الكلام الذي اشتهى المكان قوله لكن اللغة خذلته. فالمصور بهذا المعنى ترجمان محلف.
وإذا ما كان هذا المشروع قد انطلق من فكرة التبادل الثقافي بين بلدين، من جهتين قيل الكثير عن تضادهما، لا تجد ما يعززها إلا ليلغيها، فالصور التي تطالعنا، في خان أسعد باشا، تفصح عن تآلف وانسجام بين المكان والمصوّر، المكان الحيّ، المفتوح للعين والبصيرة والحسّ العالي، والمصور الإنسان الذي يشكل أحد عناصر المكان متماهياً معه وفيه، ليشرع الاثنان بانغماس حميم متسع للفرجة والتمازج والبوح المتناغم..
في الفن، على النّقيض من السياسة، ليس ثمة شرق وغرب بالمعنى المجازي.. هذا ما تقوله الصور.. ثمة مدن تريد دائماً أن تبقى على قيد البقاء.. وأن تكون الشريك والملاذ والوعاء لذاتها.. وللبشر..