يوميات مسطول حل لأزمات دمشق المزمنة
يا عمي الشام فيها مشكلة، زحمة وغبرة وقلة واجب. شغل ما في، والناس مكومة مثل المخلل، والتلوث صار مثل المغول عم يحصد الناس، والسكن حلم، شو الحل يا مسطول؟
بعد سطلة طويلة وجدتها!
شو رأيكم ننقل العاصمة للبادية ونجرّ لها الماء من الفرات، ومنعملها عاصمة البلد، ونبني فيها بيوت ضخمة للأغنياء حجر ورخام وخلافه، ونبني للوزارات والمؤسسات ناطحات سحاب تستوعب الموظفين الجالسين على مكاتبهم يحلون الكلمات المتقاطعة، وطرق عريضة واسعة ومواقف سيارات مثل الكشك تستوعب سيارات الأغنياء؟؟.
وهيك يا سيدي يهرول الشبيحة والشليحة والمرتزقة خلف الأغنياء والمسؤولين ليظلّوا بجانبهم، ويشتروا بيوتاً من دخلهم (الحلال)، يعني 3 عصافير بحجر واحد، يسافر المرتزقة والأغنياء والمسؤولون للعاصمة وبينبسطوا وبيفرفشوا.
ولزوم التنفيع للمرتزقة، نمد مجاري خربانة وخطوط مياه فاسدة وأسلاك كهرباء فاسدة، وبنشغل نفس الصراصير (الميكروباصات) اللي بتلوث البيئة منشان تشتغل المستشفيات الخاصة ويموت الناس عندهم، وما يسلموا الجثة إلا إذا باع أهل المتوفي بيتهم للإفراج عن جثمان فقيدهم..الخ. وبهذا تستمر مشاكل العاصمة إلى الأبد.
وطبعاً لا نبني مجمعات تجارية ولا أبنية مكاتب لكي يدفع المواطن دمّ قلبه للمالية لكي يفتح دكاناً أو مكتباً، وأيضاً ترك العاصمة دون مخطط توسع فيضطر الفقراء لبناء أراضي الدولة ليسكنوا، فيرتزق منهم المهندسون والموظفون وتجار البناء وحرامية الإسمنت والحديد والمرتزقة.
وهيك تنتقل أمراض دمشق المزمنة للعاصمة وبيكيفوا الأغنياء وبيشلحوا الفقراء الراكضين نحو العاصمة ثيابهم من جديد بعد أن دفعوا دم قلبهم ليسكنوا بدمشق. وبيضطروا من جديد أن يبيعوا اللي تحتهم واللي فوقهم لينتقلوا للعاصمة ليجدوا عملاً، لأن باقي البلد مافيه شغل.
المسطول نمرة سبعة فاجأني: ولك يا مسطول نمرة واحد، بلكي بعد الانتقال وتشليح الناس نهائياً ليصيروا أفقر من القطط الشاردة وبعد بيعهم عقاراتهم بدمشق للأغنياء بتراب الفلوس؛ رجعوا الأغنياء ونقلوا العاصمة مجدداً إلى دمشق، وباعوا الفقراء نفس منازلهم القديمة بها بأسعار خيالية، فمن أين سيأتون بالفلوس؟ شو يا مسطول بدك تخرب بيت الفقراء؟
معه حق، بيعملوها. أصلاً كل شيء صاير مو اسوأ، سحبت فكرتي.. وبطّلت أنقل العاصمة يا ناس!!
■ سمير عباس