#حلب_أكشن .. (إياك أن ترمش)!
أمطرت الأزمة مصائبها الكثيفة والمتعاقبة على رؤوس السوريين، ولكنها بمقابل ذلك، قدمت فرصة نادرة لمجموعة من المواهب الفذة لتتقدم الصفوف..
بين أهم تلك المواهب، القدرة الفنية والإخراجية العجيبة لبعض الصحافيين، ولعل الحدث الحلبي هو الأكثر دلالة على هذه القدرة، إذ يتفنن عدد كبير من كتبة الجرائد في إعادة ترتيب الحدث العسكري والقتالي، حارة حارة ومتراً متراً، وكأن الكاتب يشتغل على صياغة سيناريو مكتمل لفيلم أكشن من النمط الهوليودي، ليس سيناريو فحسب، بل سيناريو مزودٌ برؤية إخراجية! فالكاميرا ينبغي أن تتسلل من ميمنة الكاستيلو –في مشهد ليلي تزينه طلقات قنص قريبة وأصوات قصف بعيدة- وتصل الليرمون، وتقفز جواً إلى الراموسة، ولا غنى عن وصف الروح القتالية لأبطال الفيلم التي تعكس الروح الوثابة الشجاعة لقادتهم السياسيين..
ليكتمل الفيلم، لا بد من مشاهد جانبية لقاعات المؤامرات الدولية، والتي تجمع قادة الأحلاف الدولية الكبرى، مثنى وثلاث ورباع. قاعات المؤامرات هذه، مع بعض المؤثرات الضوئية والصوتية، تقدم إشارة كافية أن السيناريست العظيم محيط بالمسألة من جوانبها المختلفة، وقادر على التقاط الإشارات الدولية، الصغيرة منها قبل الكبيرة.. بل ومتمكن من تلك الإشارات أكثر من مطلقيها، فهو المعني بترجمة آرائهم وتوجهاتهم الحالية والمستقبلية، سواء منها التي يعرفونها أو تلك التي لم يكتشفوها بعد!
أهم ما في المسألة، أيها القارئ- المشاهد، هو أن تبقي عينيك مفتوحتين على أدق التفاصيل، عليك ألّا ترمش أبداً.. تلك أفضل وأحدث الطرق التي توصل إليها العلم، والتي تستطيع أن تضمن باستخدامها أنك لن ترى شيئاً على الإطلاق!