انقلب الحال

انقلب الحال

خمسة عشر عاماً انقضت منذ اقتنصت أمريكا فرصة بروزها كقوة عظمى لا منازع لها دولياً لغزو العراق 2003. قلائل فقط من استطاعوا، بين غباش القنابل الدخانية، أن يستشرفوا أنها وإن ظهرت بمظهر المتقدم في حينه، فإنها تعيش اختناقاً حاداً يستدعيها للتنفس من رئة الحرب.

انقسم العالم في حرب غزو العراق بين القوى الدولية التي جيَّشت للحرب، كأمريكا وبريطانيا وإسبانيا، والدول التي رفضت الحرب الأمريكية ودعت إلى «فرصة حقيقية لتحقيق السلام» مثل روسيا وألمانيا. غير أن موازين القوى في حينه كانت ما تزال تميل لصالح الحلف الأمريكي، فكان أن أخذت بغداد على عجلٍ، رغم إعلان هانس بليكس، كبير المفتشين الدوليين في حينه عن تعاون العراق مع الخبراء الأمميين، وقيام النظام العراقي بتدمير صواريخ «صمود2».

أعلنت إدارة بوش بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على غزوها أن «المزاعم القائلة بأن العراق حاول الحصول على اليورانيوم من دولٍ أفريقية لم يكن هناك ما يثبتها!»، لتبقى الحقيقة الأساسية هي انتقال العراق من حكم الطغاة إلى حكم الغزاة.

اليوم، انقلب واقع الحال مع نهوض قوى جديدة في المشهد الدولي. لم تعد معه أمريكا الشرطي المتحكم بالعالم، وهذا ما انعكس في الداخل العراقي لغير صالح الأمريكيين.