بيان من الإرادة الشعبية حول وقف إطلاق النار في غزة

بيان من الإرادة الشعبية حول وقف إطلاق النار في غزة

يشكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والبدء بتنفيذ مرحلته الأولى، خطوة أولى نحو إنهاء حرب الإبادة الهمجية التي يشنها الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بأسره، وفي غزة خاصة، منذ عامين كاملين.

يعود الفضل الأول والأخير في الوصول إلى الاتفاق إلى صمود الشعب الفلسطيني وصمود فصائله المقاومة، التي أثبتت أن أصحاب الأرض، ومهما بلغ عدم التكافؤ الناري مع المستعمر، إلا أن خيارهم في إغضاب المستعمر كان دائماً وسيبقى أقل كلفة من محاولة استرضائه.
القراءة الموضوعية لمختلف التصريحات والوقائع الخاصة بالاتفاق الذي ما يزال غير مكتمل بعد، تشير بوضوح إلى أن أهداف الصهيوني في غزة لم تتحقق رغم كل الجنون الوحشي الذي طبقه على غزة وأهلها؛ فهو لم يتمكن من تهجير أهل غزة، ولم يتمكن من نزع سلاح المقاومة، ولا من استعادة أسراه إلا عبر عملية تبادل هي ذاتها التي اقترحتها المقاومة منذ اليوم الأول، كما لم يتمكن لا من احتلال غزة مجدداً، ولا الحفاظ على مواقعه التي احتلها ضمنها لأمد طويل.
بالتوازي، فإن حملات المناصرة الشعبية العالمية الواسعة النطاق، وغير المسبوقة، لعبت دوراً مهماً في رفع درجة الضغط على الصهيوني والأمريكي والحكومات الغربية عموماً، ودفعت نحو تقدم دبلوماسي غير مسبوق للقضية الفلسطينية ليس باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية فحسب، بل وبفتح الطريق نحو قيامها بشكل فعلي.
إننا في حزب الإرادة الشعبية، وإذ نحيي نضالات الشعب الفلسطيني البطولية، ومقاومته العنيدة الراسخة، نرى أن الاتفاق هو خطوة إلى الأمام لمصلحة القضية الفلسطينية التي بات الموقف الفعلي منها، ورقة عباد شمس تميز بين القوى الميتة المنتمية للفضاء السياسي القديم، وبين القوى الحية المنتمية للفضاء السياسي الجديد الذي ما يزال في طور الولادة، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وفي الوقت نفسه، نحذر من أن الصهيوني والأمريكي لن يركنا إلى السلام والاتفاقات في سلوكهما العام، فحتى إن حدث والتزما بالاتفاق بما يخص غزة، فإن احتمالات فتح ساحات حرب جديدة في منطقتنا هي احتمالات واقعية ينبغي التحضر لها على كل الساحات عبر التوافقات والتعاون بين دول المنطقة وشعوبها، وعبر حل الأزمات الداخلية لدى كل دولة من الدول، وضمناً عبر توحيد الشعب السوري سياسياً باعتبار هذا التوحيد المهمة الأولى والأكثر أهمية وجوهرية للحفاظ على وحدة البلاد ورفع مستوى مناعتها ضد التدخلات الخارجية، وعلى رأسها الصهيونية.

حزب الإرادة الشعبية
دمشق 10/10/2025