البندورة المحمية خسارة 1 مليون ليرة في البيت الواحد!
تكاليف استثنائية للبندورة المزروعة في البيوت البلاستيكية في هذا العام... فمستلزمات الإنتاج ارتفعت أسعارها بمعدلات قياسية، بينما سوق البندورة لا يقدم للمزارعين أكثر من 300 ليرة في الكغ. وإنتاج البندورة المحمية الذي يشكل 54% من الإنتاج السوري خاسر بنسبة تفوق النصف، وكل بيت قد يحمّل خسائر تقارب 1 مليون ليرة على المزارع!
يقدّر عدد البيوت المزروعة بالبندورة في عام 2019 بما يزيد على 95 ألف بيت يتركز 90% منها في طرطوس، ووفق تقدير أولي لملكية وسطية 3 بيوت للأسرة فإن هذه الزراعة تشمل ما يقارب 30 ألف أسرة.
عملياً تمّ تحميل هؤلاء خسائر قد تقارب: 95 مليار ليرة، وهذه الخسائر هي أرباح الحلقات الوسيطة لتأمين مستلزمات إنتاج البندورة التي ارتفعت بمعدلات قياسية، وأرباح تجار سوق الهال، حيث سعر الشراء للمستهلكين حالياً يقارب 700 ليرة.
تبين تفاصيل الإنتاج الزراعي مجدداً، كيف يتم توزيع العوائد الإنتاجية على الشرائح السورية، فحلقات تأمين المستلزمات من مستوردين كبار، ووسطاء تجارة الجملة يضمنون أرباحاً من إنتاج المحصول وبيعه، حتى لو كانت النتيجة خسائر عشرات الآلاف من الأسر. والتدهور في معيشة المزارعين يتسارع في هذا العام بقوّة كما حصل في دخل العاملين بأجر. ولم تضمن زراعة البندورة مثلاً للمزارعين استلام أي ربح، بل حمّلتهم ديوناً حتى الآن. بينما في العام الماضي لم تضمن لهم زراعة البيت البلاستيكي إلا عوائد تقارب: 60 ألف ليرة شهرياً إذا ما تمّ توزيعها على 5 أشهر وهي المدة الوسطية للعمل في البيت الواحد!
السعر المنخفض بحدّة في السوق الداخلية يرتبط عملياً بتعطل في السوق الخارجية للبندورة، التي يعتبر إنتاجها فائضاً عن حاجة السوق السورية الوسطية، وفي العام الماضي نشطت سوق تهريب البندورة والخضار بمعدلات واسعة في الفترة الحالية.
في تفاصيل التكاليف بلغت تكلفة البيت: 2,25 مليون ليرة... وكلفة الكيلو غرام بأفضل الأحوال: 550 ليرة إذا ما نجح في إنتاج 4 أطنان من الثمار، ليحقق عائداً للمزارع: 1,2 مليون ليرة، وخسارة 1 مليون ليرة تقارب نصف التكاليف!
الارتفاع الأكبر هو في تكاليف البلاستيك والبذار والأسمدة والأدوية التي ارتفعت جميعها بنسب تفوق 100% خلال عام، حيث إن الإنتاج تمّ في ذروة تقلبات الأسعار وارتفاعاتها منذ مطلع العام الحالي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1017