المساحات المزروعة بالمحاصيل في 2018
كشفت مديرية الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عن مساحات زراعة القمح والشعير والبقوليات والنباتات الطبية والعطرية الأساسية الداخلة في خطة وزارة الزراعة. حيث توقع البعض أن تغيرات في الظروف الأمنية لبعض المناطق الزراعية الأساسية كانت ستتيح توسعاً في مساحات زراعة المحاصيل.
قاسيون تقارن معطيات المساحات المزروعة حتى الآن في الموسم الزراعي الشتوي لعام 2018 مع مقابلتها في العام الماضي، لتتوضح بعض الاتجاهات الزراعية للمحاصيل الأساسية السورية.
القمح -6%
زرع حتى الآن مساحة 1,1 مليون هكتار من القمح، بتراجع حوالي 70 ألف هكتار عن المساحات المزروعة في العام الماضي، حيث بلغت المساحات: 1,17 مليون هكتاراً.
تتوزع المساحات بين 38% للمروي وحوالي 417 ألف هكتار، و62% للبعلي 685 ألف هكتار.
وقد تراجعت المساحات المزروعة بالقمح المروي عن العام الماضي بنسبة 9%، بينما كان التراجع أقل في مساحات القمح البعلي: 4%.
ومع هذا التراجع في المساحات فإن الإنتاج في العام القادم مرشح للتراجع كذلك الأمر، وذلك مع مؤشرات الجفاف الماثلة في العام الحالي، ليكون أقل من إنتاج العام الماضي الذي بلغ 1,8 مليون طن، حيث أن التحفيز الذي كان من الممكن أن يعطيه السعر الحكومي المرتفع نسبياً في هذا العام، لا يستطيع أن يجدي نفعاً في دفع المزارعين لتوسيع المساحات، لأنه صدر متأخراً عن وقت زراعة أغلب المساحات. حيث تم رفع السعر إلى حدود 175 ليرة للكغ، وحوالي: 38 سنتٍ أمريكي.
مقابل هذا الإنتاج، فإن الخطة الحكومية مستمرة بالتخطيط لمستويات إنتاج قمح عالية، وتقدر في هذا العام بحوالي: 1,8 مليون هكتار، أي أعلى من المساحات التي زرعت في عام 2010 والمقدرة بحوالي: 1,6 مليون هكتار. وتوضع هذه الخطط الزراعية، للمساحات الكبيرة، ولكنها لا تُقابل بتوزيع وتخصيص كميات كافية من مستلزمات الإنتاج، حيث وزعت المؤسسة العامة لإكثار البذار على سبيل المثال في العام الماضي كميات لا تتجاوز 8% مما كانت توزعه قبل الأزمة، وفق تقديرات الباحث الزراعي السوري حسان قطنا.
الشعير +8%
المساحات المزروعة بالشعير بلغت حتى الآن 1,19 مليون هكتار، بزيادة عن المساحات المزروعة في العام الماضي بمقدار 90 ألف هكتار. حيث زرعت مساحات بلغت 1,1 مليون هكتار.
البقوليات -11%
تراجعت المساحات المزروعة بالبقوليات في العام الماضي بنسبة -11%،
حيث تم زراعة مساحات إجمالية قدرها: 181 ألف هكتار، مقابل 203 ألف هكتار في العام الماضي.
بينما كانت خطة وزارة الزراعة الوصول إلى مساحة 290 ألف هكتار من الأراضي المزرعة بالبقوليات الأربع: العدس والحمص والفول والبازلاء.
تراجعت مساحات زراعة العدس بين 2018-2017 بنسبة 11% أيضاُ من 123 ألف هكتار إلى 122 ألف هكتار.
أما الحمص فتراجعت مساحاته بنسبة 40% من 56 ألف هكتار إلى 34 ألف. بينما بالمقابل توسعت مساحات زراعة الفول بنسبة 5% وبمقدار ألف هكتار من 19 ألف إلى 20 ألف هكتار.
وأخيراً، تراجعت مساحات زراعة البازلاء بنسبة 10% من 5 آلاف هكتار إلى 4,5 ألف.
النباتات الطبية والعطرية +23%
تتوسع مساحات زراعة النباتات الطبية والعطرية التي تدخل في الخطط الزراعية بشكل كبير، وهي: الكمون، واليانسون، وحبة البركة، والكزبرة، والشمرا.
حيث زرع أكثر من 92,7 ألف هكتار بهذه النباتات، بينما زادت المساحات المزروعة بهذه المحاصيل في العام الماضي 71,4هكتار. وبنسبة تفوق 23%.
موزعة على الأنواع الأربعة وفق التالي: الكمون: 80% ومساحة 75,5 ألف هكتار.
تليه الكزبرة: 9 آلاف هكتار ونسبة 9%، ثم اليانسون 4512 هكتار، فحبة البركة 2661 هكتار، ثم الشمرا بمساحة 112 هكتار.
ازدادت مساحات زراعة الكمون بين عامي 2011- 2018 بنسبة 23%
من 58 ألف هكتار إلى 75,5 ألف هكتار، ورغم أنه لا يزال يحتل المساحات الأكبر بين المحاصيل الطبية والعطرية، إلا أن زيادة مساحات المحاصيل الأخرى أكبر من زيادة الكمون، نظراً لعائديتها العالية.
حيث يُذكر بأن العوائد في النباتات الطبية تصل إلى مستويات قياسية بالمقارنة مع نسب العوائد الزراعية عموماً، حيث أن كلفة كغ الكمون في الحسكة عام 2016 بلغت: 160 ليرة للكغ، بينما سعر مبيعه كان يبلغ 625 ليرة، أي بعائد يقارب 285% من التكلفة. أما في الحبة السوداء والحلبة فتفوق نسبة العوائد إلى التكاليف 600% (قاسيون 748).
محافظة الحسكة هي المحافظة الأكثر توسعاً في زراعة النباتات المذكورة، حيث تبلغ في العام الحالي 43 ألف هكتار حتى الآن، للمحاصيل الخمسة المذكورة، وأكثر من خمسة أضعاف الخطة الزراعية.
وإذا ما أخذت محاصيل النباتات الطبية والعطرية بمجملها، مضافاَ إليها أنواعاً أخرى مثل: السمسم والحلبة وغيرها من الأنواع الإضافية، فإن المساحات أوسع من هذا بكثير، ففي الحسكة على سبيل المثال: بلغت المساحات المزروعة بكافة أنواع النباتات الطبية والعطرية في عام 2016 71 ألف هكتار، بينما كانت مساحاتها في عام 2011 تقارب 6000 هكتار في المحافظة في عام 2011.
لم تجر تغيرات كبرى على المساحات الزراعية السورية خلال العام الحالي، إلا أن المساحات المروية بالقمح تستمر بالتراجع، ولم تتوسع في العام الحالي عن العام الفائت على عكس التوقعات، بعد تغيرات أمنية كان من المفترض أن تنعكس إيجاباً على إمكانية استعادة جزء من الأراضي الزراعية، ولكن هذا لم يتم على الأقل بالنسبة للمحاصيل. فالمحدد هو حجم العوائد حيث تتوسع المساحات في الزراعات التصديرية ذات العوائد العالية، مثل: النباتات الطبية والعطرية، حيث أرباح المزارعين بالقياس إلى التكلفة تتراوح بين 200% وتفوق 600% في بعض أنواع النباتات، بينما لا تتعدى العوائد في القمح نسبة 20-30% إذا لم تكن خاسرة في بعض المناطق!
تصريحات وزارة الزراعة
FAO/WFP CROP AND FOOD SECURITY ASSESSMENT
MISSION TO THE SYRIAN ARAB REPUBLIC