السوريون في الأردن... بين الفقر والترحيل!
أغلقت الأردن حدودها بشكل شبه كامل أمام اللاجئين السوريين منذ شهر 6-2016 وثبت بعدها رقم اللاجئين السوريين في الأردن تقريباً، رغم وجود سجالات واسعة بين الأردن والمنظمات الدولية حول ظاهرة ترحيل اللاجئين، المترافقة مع ظاهرة عودة طوعية إلى المناطق الجنوبية ودرعا بالدرجة الأولى، حيث خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2017 تم إبعاد 1200 سوري شهرياً ثلثهم بشكل قسري...
تجري منظمة الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين تقارير دورية حول أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومن تقرير UNHCR حول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن نهاية عام 2017 نطّلع على أوضاع حوالي 660 ألف سوري متواجدين في الأردن...
اللاجئون: عددهم- أعمارهم- محافظاتهم
يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن حوالي 657 ألف نسمة... 46% من النساء والرجال وحوالي 300 ألف شخص، 192 ألفاً منهم في عمر الشباب بين 19-35 عاماً. مقابل 332 ألف طفل، من بينهم 99 ألف طفل لا تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات، ومعظمهم ولدوا في الأردن.
الجزء الأكبر من السوريين يقيمون في عمان، وإربد، بينما حوالي خمس السوريين المتواجدين في الأردن وحوالي 140 ألف شخص يقيمون في المخيمات أكثر من نصفهم في مخيم الزعتري.
اللاجئون السوريون في الأردن أتوا من المحافظات السورية كافةً دون استثناء، ولكن النسبة العظمى من محافظة درعا، تليها حمص، ثم ريف دمشق، فحلب
93% من السوريين في الأردن فقراء
بشهر 6-2017 قدرت UNHCR بأن نسبة 93% من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر. حيث فجوة التمويل في الأردن كبيرة بالقياس إلى المتطلبات، فخلال 2017 كان المطلوب لتمويل الحاجات الضرورية لإغاثة اللاجئين المسجلين في الأردن: 234 مليون دولار، وتأمن منها 77 مليون دولار فقط، أي: بفجوة تمويل: 67%. الحكومة الأردنية تقول: إنها تتكلف في موازناتها من الدعم المقدم للاجئين، وتشير إلى أن تكلفة الإنفاق على اللاجئين السوريين قد بلغت خلال السنوات السبع 10 مليار دولار، مشيرة إلى أن تلبيتها لبرنامج صندوق النقد الدولي وضرورة خفض عجز موازنتها، سيؤدي لتوجيه دعمها للأردنيين فقط، ما سيزيد أوضاع اللاجئين سوءاً، ويترافق التوجه الأردني نحو تقليص الإنفاق مع ظواهر ترحيل للاجئين سوريين عبر معبر نصيب، ومع ظواهر مثل: نشوء مخيم الركبان، حيث 40-50 ألف سوري محتجزون في هذه المنطقة منزوعة السلاح، بين الحدود الأردنية والسورية، غير قادرين على الخروج أو الدخول منها، مع صعوبة كبرى في إيصال المساعدات إليهم.
37% فقط من الأسر تعتمد على دخل العمل!
نسبة البطالة واسعة بين اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تقدر المنظمات الدولية بأن نسبة 37% من الأسر السورية في الأردن تمتلك دخلاً من عمل أحد أفراد أسرتها. أي: حوالي: 250 ألف عامل بالحد الأقصى، من بينهم نسبة هامة من الأطفال. حيث إن البطالة بين من هم في عمر العمل تتراوح تقديراتها بين 67- 48%.
تعيل النساء 30% من الأسر، حيث يواجه الرجال والشباب صعوبات في التسجيل والإقامات، وبالتالي صعوبات في الحصول على عمل. وبناء على عينات من دراسات فإن أكثر من 56% من الرجال السوريين في الأردن يحتاجون إلى عمل، ويجدون صعوبة في الحصول عليه.
أما مجالات العمل فتتركز في قطاعات البناء، حيث يعمل ثلث اللاجئين السوريين ونسبة 33% منهم، وعمال بيع التجزئة بنسبة 15%، والزراعة 10%، والأعمال الحرفية 8%، والمطاعم 4%. ونسبة الربع من اللاجئين العاملين يعملون في مجالات أخرى غير مصنفة، بعضهم في مجالات الطب، والتعليم والمحاماة، ويشكل دخل هؤلاء ما يقارب 255 ديناراً أردنياً، بينما من يعملون بالزراعة دخولهم بحدود 100- 110 دينار، أما العاملون في البناء والمطاعم والمصانع يحصلون على دخول متوسطة تقارب: 180- 220 ديناراً أردنياً شهرياً.
وبشكل عام فإن أجور اللاجئين السوريين في الأردن أقل من أجور الأردنيين بكثير، حيث تنبغي الإشارة إلى أن القانون الأردني يميز في الحد الأدنى للأجور بين المواطنين والوافدين، فالحد الأدنى للأجور للأردنيين قد رفع في العام الماضي إلى: 220 ديناراً، بينما متوسط الرواتب يقارب: 455 ديناراً أردنياً شهرياً. وبالمقابل فإن أجور النازحين السوريين أقل بكثير من الحد الوسطي، حيث 70% من الأسر السورية التي يعمل أحد من معيليها تحقق دخلاً: يتراوح بين 60-200 دينار أي: لا تصل إلى الحد الأدنى للأجور في الأردن. وفق ما يوضحه الشكل لتوزع الأسر السورية، التي يعمل أحد أفرادها على شرائح الدخل الشهري.
يستهلك السكن ثلثي إنفاق الأسر، وقرابة ربع الأسر السورية في الأردن يتشاركون السكن مع أشخاص من خارج أسرهم.
40% خارج المدارس
40% من الأطفال السوريين في الأردن خارج المدارس، بينما 126 ألف طفل يتعلمون في المدارس الأردنية. نسبة 18% من اللاجئين في الأردن أميين، بينما 45% منهم من حملة شهادة التعليم الابتدائي، و28% من حملة شهادة التعليم الثانوي، والنسبة المتبقية 9% من حملة شهادات أعلى.
58% أمراض مزمنة
غالبية اللاجئين السوريين في الأردن ما عدا الأطفال عانى من أمراضٍ مزمنة، بنسبة 58% من العينة المأخوذة من دراسات دولية لأوضاع النازحين. ثلاثة أرباعهم لا يعالجونها دورياً بسبب عدم قدرة دخولهم على تغطية تكاليف الدواء.