مسموح «للخاص» ممنوع عن «العام»

بدأنا، في الآونة الأخيرة، نلحظ باصات تابعة للقطاع الخاص تعمل على بعض الخطوط المكتظة، لتساهم في تلبية الطلب الكبير والمتزايد على وسائط النقل، وقد بدا أن هذه الباصات الكبيرة ساهمت إلى حد كبير في تخفيف الضغط عن هذه الخطوط، وخاصة في شهر رمضان حيث كانت أوقات ذروة الازدحام تسبب اختناقات هائلة في العاصمة.

إذن، وسائط النقل الكبيرة (الحافلات) ذات جدوى حقيقية وفعلية، وليس كما ادعى وما يزال يدعي الكثيرون من المسؤولين متشعبي العلاقات والمصالح، والذين ساهموا مساهمة كبيرة في ذبح باصات النقل الداخلي التابعة للقطاع العام، واستبدلوها بالسرافيس الصغيرة الذي اجتاحت البلاد أفواجاً أفواجاً منذ مطلع التسعينات!!، إلا إذا كان هؤلاء المسؤولون يرون أن القطاع الخاص وحده، هو من يحق له تسيير الباصات الكبيرة ليجني أرباحاً كبيرة... أما القطاع العام فليذهب إلى التقاعد.

 

لقد أنهكت القرارات «الحكومية» العشوائية، البلاد بمواطنيها وشوارعها وقوانين المرور وخدمات النقل فيها، وعلى ما يبدو أن هذه الحال ستستمر إلى ما لا نهاية طالما أن المسؤولين عن هذه القضية استراتيجيتهم الوحيدة هي الفوضى والارتجال والأمور الخفية المرتكزة على العلاقات العاطفية بين بعض المسؤولين وكبار المورّدين من فئة الكمبرادور الذين لا هم لهم سوى اللهاث وراء مصالحهم الشخصية بغض النظر عن مصالح البلاد والعباد.