انهار الجدار... واختفت الأضابير!
جدار غير كل الجدران، ليس مختلفاً لأنه جدار استنادي فحسب، بل لخصائص لم ولن يتمتع بها أي جدار استنادي آخر على وجه المعمورة، فارتفاع هذا الجدار يبلع حوالي الـ 5 أمتار، ويحتجز خلفه عشرات الأطنان من الأتربة. بني هذا الجدار وظل صامداً رغم أساساته الضعيفة ورغم خلوه من مادة الاسمنت والحديد والدعائم حتى انهار ساحقاً 7 سيارات «سرافيس» وتاركاً 6 قتلى .... كيف ومتى؟؟؟
في صبيحة يوم الجمعة الواقع في 04.11.2005 وفي كراجات طرطوس التي يجتمع فيها عشرات الباصات التي تخدم الريف، وبينما كان عدد من السائقين مجتمعين معاً في أحد الباصات لتوقف العمل بسبب المطر الشديد، انهار الجدار السابق الذكر لعدم تحملة وزن التربة المشبعة بالماء والتي انزلقت مع الجدار المنهار وغطت الباصات بمن فيها. على الفور اكتظ المكان بسيارات الإسعاف والدفاع المدني والشرطة التي أزالت الردم ونقلت القتلى الستة والجريح الوحيد الذي توفي في المستشفى «كما يتناقل الناس»، وتبين أن المياه تأتي من ساحات الخطوط الحديدية الموجودة فوق الجدار .. وتصب عليه حيث لا تصريف مطرياً لها . تبين أن الجدار بني من دون أساسات كما بني على مرحلتين ودون أي مخططات فنية سليمة ودون ترخيص من مجلس مدينة طرطوس، وقد نقلت جريدة الثورة عن مدير فرع الخطوط الحديدية أن الجدار يعود لاتحاد العمال وهو من قام ببنائه في نهاية السبعينات ..
أما رئيس اتحاد العمال فقال لم نعثر على وثائق تؤكد من قام بالبناء.
أما رئيس مجلس المدينة فأكد انه لم يتم العثور على أية أضابير للمشروع في البلدية ويبدو انه بني دون ترخيص ودون إشراف من المدينة.
ولكن يبقى السؤال، من قام ببناء هذا الجدار؟؟؟ وهل وصل الأمر إلى هذه الدرجة من الفساد والإهمال والتهرب من المسؤولية، فإذا كان الجميع قد سحب يده من الموضوع من يتحمل المسؤولية؟؟. الشارع الغاضب في طرطوس ينتظر الإجابة..