المؤشر الاقتصادي – الاجتماعي في مستوى الخطورة اليوم
وصل سعر ربطة الخبز في محافظتي الرقة وحلب إلى 250 ل.س، وتزداد طوابير الانتظار على الأفران العامة في باقي المحافظات، بينما تنتشر ظاهرة توقف واسع للأفران الخاصة، وتقليلها لساعات عملها، في بعض المناطق الآمنة، مع رفعها لأسعار الخبز..
هذه الحالات كأبرز شكل للأزمة الاقتصادية، ترفع المؤشر الاقتصادي – الاجتماعي إلى درجة الخطر.
ولربما يظن البعض بأنه من الصعب الوصول إلى مستوى أعلى من التدهور الاجتماعي الذي وصلته بعض المناطق ولكن من يعلم.. فجميعنا لم يخبَر قبل الآن المفاعلات الاجتماعية لأزمة نقص رغيف الخبز.. لم نصل بعد إلى وضع نقول فيه أن قطاع المخابز في سورية عموماً في أزمة إلا أن تراجع إنتاج الطحين بنسبة 40% من جهة واستمرار التصعيد العسكري، وظهور واضح ومستقل « لبلطجية « تجار الأزمات كما في الرقة كلها علامات تقول بأن مرحلة جديدة من التدهور والتصعيد قد تُفتح إذا لم يتم تدراكها.
قد تكون أزمة رغيف الخبزالاختبار الأصعب لجهاز الدولة المثقل بالفساد، لأنها أزمة تحتاج حلول نوعية لا تفي معها زيادة المستوردات من الطحين فقط -على أهميتها- وهذه الحلول تبدأ من الحلول السياسية المتعلقة بحل الأزمة الوطنية العامة، مروراً بالأزمات المتراكبة والمؤثرة على إنتاج الخبز وصولاً إلى تغييرات في عمل جهاز الدولة الرقابي. ويفترض أن تتحول هذه الأزمة إلى فاتحة لدور شعبي رقابي يستعيد جهاز الدولة من براثن الإهمال والفساد..
