الأجر والربح.. بين المنظفات والبروستد
بين ما قبل الأزمة وعامها الخامس الكثير من الأحداث الاقتصادية، التي أثرت على مستويات الأسعار، إلا أن السوريين يجرون مقارنات اقتصادية بسيطة، ليدركوا حجم النصب اليومي غير المبرر الذي يتعرضون له، وللسوريات في أسعار المنظفات خير دليل:
معجون الجلي قبل الأزمة كان بـ 30 ل.س، أما اليوم فهو بـ 325 ل.س، أي حوالي 11 ضعف. بينما المعجون لا يحوي (مكوّن دولاري) كما يحلو للحكومة أن تعقب في تبريرها لرفع الأسعار، على عكس عبوات الشامبو المستوردة التي ارتفعت من 70 ل.س، إلى 715 ل.س، بمقدار عشرة أضعاف، (المكوّن الدولاري) مسؤول عن خمسة منها وربما ستة، وأربعة لربح تتيحه الفوضى. صابون صناعة محلية 6 قطع بسعر 25 ل.س، قبل الأزمة، هو اليوم بسعر 310 ل.س، مسحوق الغسيل كذلك انتقل من 50 ليرة إلى 425 ل.س.
فالعشرة أضعاف أو أكثر في ارتفاع السعر، قد يكون نصفها ارتفاع تكلفة (دولارية)، ونصفها الآخر هو الربح الذي تتيحه الفوضى والنهب..
أما أجر الموظف الحكومي فقد انتقل من قرابة 12 ألف ل.س، تعادل وفق معيار (ترف) محدودي الدخل السوريين البسيط 100 وجبة بروستد قبل الأزمة، بينما راتب 30 ألف اليوم يعادل 20 وجبة بروستد فقط.