أمي... وقانون الطوارئ!
إذا كنتم تعرفون ضيعتي، مكان إقامتي، مكان عملي، أوقات دوامي، أرقام هاتفي المنزلي، رقم جوالي، نوع دراجتي النارية، سائق التاكسي الذي ينقلني، تعرفون لون شعري وعيوني، صالون الحلاقة الذي أقصُّ فيه شعري، (الدكنجي) الذي أشتري منه حوائجي، فلماذا تعذبون أنفسكم المرة تلو الأخرى، وتذهبون لتسألوا عني أمي؟! وإذا كنتم تعرفون أصدقائي وجيراني وأقربائي، ومع من أحتسي (المتة) كل صباح، ومع من أشرب الخمر كل مساء، فلماذا تذهبون لتسألوا عني أمي؟! وإذا كنتم تسألون عني الكبار والصغار، والمخبرين والماجنين، والذين لهم علاقة معي والذين لا علاقة لهم بي، فلماذا تذهبون إلى المختار ورئيس الجمعية الفلاحية وأمين الفرقة الحزبية للسؤال عني؟! وإذا كنتم تعرفون هواياتي، ألوان لباسي، شاعري المفضل، مطربي المفضل، فريقي المفضل لكرة القدم، فلماذا تذهبون إلى أمي المريضة لتسألوا عني؟! وإذا كنتم تعرفون متى أنام، متى أصحو، من أزور ومن يزورني، بماذا أحلم وبماذا أفكر، إلى أي حزب سياسي أنتمي منذ عشرين عاماً، فلماذا تذهبون إلى أمي المريضة بالضغط والاكتئاب والسكري لتسألوها عني، فتجيب عن بعض أسئلتكم ولا تجيب عن بعضها الآخر، كي لا تلحق الأذى بي؟.