رسالة من الشيوعي السوداني إلى حزب الإرادة الشعبية stars
تلقّى حزب الإرادة الشعبية رسالة من الحزب الشيوعي السوداني، جاء فيها ما يلي.
تلقّى حزب الإرادة الشعبية رسالة من الحزب الشيوعي السوداني، جاء فيها ما يلي.
ما زالت تداعيات سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر- عاصمة ولاية شمال دارفور- تُشكّل محور التحوّلات الجارية في السودان، في ظل تصاعد ملحوظ في التحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية، بالتوازي مع استمرار التصعيد الميداني. وكان أبرز ما ميّز الأسبوع الماضي هو الزخم الدبلوماسي، خصوصاً الضغط السعودي-المصري المُكثّف لدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه قوات الدعم السريع، وصولاً إلى وقف تمويلها وتزويدها بالسلاح والمقاتلين.
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً بعنوان «حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر» جاء فيه:
يستمر الصراع الداخلي في السودان بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في التصاعد، مُلحِقاً دماراً واسعاً بالبنية التحتية وحياة المدنيين، وسط تطورات خطيرة تهدد باشتعال إقليمي أوسع. وقد برزت خلال الأسابيع الأخيرة ثلاثة محاور رئيسية للتوتر:
يمثل اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي منعطفاً خطيراً في نزاع ممتد منذ عام 2011، حيث تتصادم طموحات الأطراف حول ما إذا كان المشروع نعمة تنموية، أم تهديداً وجودياً. فبينما ترى إثيوبيا في السد رمزاً للسيادة والانطلاق نحو الاكتفاء الاقتصادي، تعتبره مصر والسودان خطراً يمس أمنهما المائي، لا سيما في ظل غياب ضمانات قانونية تحكم ملء السد وتشغيله.
بعد شهرين من الهجوم الكبير الذي شنّه الجيش السوداني، والذي تمكّن خلاله من استعادة مواقع استراتيجية عديدة من قبضة قوات الدعم السريع، وإعلان عودة الحكومة إلى العمل من الخرطوم، ما زالت الحرب لم تنتهِ. بدلاً من ذلك، تحوّلت إلى صراع أكثر تعقيداً، حيث لجأت قوات الدعم السريع إلى تكتيكات جديدة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإعادة رسم خريطة القوة.
أعلن الجيش السوداني، يوم الثلاثاء 29 نيسان، مقتل 41 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وإصابة عشرات آخرين، جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، يوم الاثنين 28 نيسان.
أعلن قائد ميداني في قوات الدعم السريع، في مقطع مصوَّر يوم الأحد، 27 نيسان، أنه أصدر أوامر أدت إلى تصفية العشرات في منطقة صالحة، جنوب مدينة أم درمان، بالعاصمة السودانية الخرطوم، بتهمة الانتماء للجيش.
تتجدد المخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في جنوب السودان، الدولة التي لم تعرف سوى القليل من السلام منذ استقلالها عن السودان في عام 2011. تشهد تصاعداً خطيراً بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، مما يهدد اتفاق السلام الموقع عام 2018 الذي أنهى حرباً أهلية دامية خلفت 400 ألف قتيل.
تدخل الحرب السودانية عامها الثالث وسط تصاعد العنف وتفاقم الكارثة الإنسانية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص وانتشار المجاعة والأمراض. الصراع الذي اندلع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل 2023، تحول إلى أزمة متعددة الأبعاد تهدد استقرار البلاد وتؤثر على المنطقة بأسرها.