واشنطن تورط اليابان وأستراليا بخلاف مع الصين
تتصاعد التوترات حول جزيرة تايوان التي تراها الصين والقانون الدولي جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وسط تكهنات باستعدادات صينية لدخول الجزيرة عسكرياً والسيطرة عليها، لتجدد تايوان تدريباتها العسكرية، وتطالب واشنطن في هذا السياق كلاً من طوكيو وكانبرا توضيح موقفهما بحال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان.
فاجأت واشنطن كلاً من استراليا واليابان بحثهما على توضيح موقفهما بحال نشوب صراع حول تايوان، حيث طالب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسات البريدج كولبي مسؤولي دفاع طوكيو وكانبرا على تحديد دورهما بهذا الأمر، وفقاً لمقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز نشر يوم السبت 12 تموز، علماً أن واشنطن نفسها لم تؤكد في أي وقت سابق استعدادها لتدخل عسكري لصالح تايوان.
رداً على ذلك أكد وزير الصناعات الدفاعية الأسترالي بات كونروي يوم الأحد 13 تموز أن استراليا ستتخذ قرارها في حينه وليس بشكل مسبق، ولاحقاً أعلنت كانبرا أنها تتوقع تجسس الصين على مناورات عسكرية مشتركة من المقرر أن تجريها استراليا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى الأسبوع المقبل، في إطار مناورات دورية مشتركة تجري كل عامين، وقال الجيش الصيني يراقب هذه المناورات منذ عام 2017، وسيكون من غير المعتاد ألا يفعل ذلك هذه المرة. في المقابل لم يصدر عن اليابان أي تصريحات بهذا الشأن حتى الآن.
إن التكهنات بدخول الصين لتايوان عسكرياً ليست جديدة، ويجري ضخها إعلامياً كل حين بهدف ما، ويبدو أن الهدف الحالي يتمثل بتوريط استراليا واليابان بتوترات وخلافات سياسية أعمق وأكبر مع بكين، فالسؤال حول دورهما العسكري بمثل هكذا احتمال وتسريبه إعلامياً عبر فايننشال تايمز ليس بريئاً بطبيعة الحال، ويهدف لضغط جميع الأطراف.
والجزء الآخر من هذا الأمر يتمثل بضغط الولايات المتحدة على استراليا واليابان برفع انفاقهما الدفاعي وفقاً لما دعا له كولبي بشكل مباشر خلال الاجتماع، وهو ما يعني بدوره محاولة إدخال دول المنطقة بسباق تسلح، ومن جهة أخرى قد يفهم من هذا الأمر تمهيد مسبق من واشنطن لتوريط طوكيو وكانبرا بصدام مع بكين، دون تدخل عسكري أمريكي مباشر.
لكن لا يزال الحديث حول مثل هكذا احتمالات بعيد عن الواقع، فالصين تسعى وتعمل ما بوسعها لاستعادة تايوان بالوسائل السياسية، ولا يبدو أنها على عجلة من أمرها بهذا الشأن في الوقت الراهن، في حين أن واشنطن تسابق الزمن بمحاولاتها عبثاً إضعاف الصين وصنع توترات أكبر حولها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1234