قضايا الشرق .. كيف سيكون الرد؟

قضايا الشرق .. كيف سيكون الرد؟

كيف سيكون الرد؟ هذا السؤال يبدو حاضراً بكثرة في أحاديث الناس وأذهانهم، وينتشر بالطبع كثيراً في وسائل الإعلام، ويحاول كّل محلل أن يقّدم إجابته عن السؤال الكبير! ولهذا لا بد لنا أن نعرض وجهة نظر، ومساهمة في الإجابة!

ينبغي التمييز أولاً، بأن من يطرح هذا السؤال هما نوعان، الأول: يشغله الموضوع فعلاً ويشعر بثقل ما جرى ولهذا يأمل برد، ويحاول أن يرسم حدوده حسب ما يسمع ويرى من حوله.
الثاني: أصحابه أولئك الذين عملوا بشكل حثيث وطوال السنة الماضية على تثبيط الهمم، وتقزيم كل ما حققته المقاومة في فلسطين، وتقليل أهمية أعمال المقاومة اللبنانية في جبهة الشمال.
لكن ما يهمنا الآن، هو محاولة الإجابة عن السؤال، بغض النظر عن خلفية ودوافع من يطرحه، فحزب الله أعلن منذ إطلاق جبهة الإسناد: أن الهدف الأساس من نشاطه هو ببساطة منع العدو من تحقيق أهدافه، وفي حينها ركّز الحديث على أهداف الكيان المعلنة المتمحورة حول إلحاق هزيمة بالمقاومة الفلسطينية، وربطت المقاومة في لبنان نشاطها بالحرب على القطاع، وصار الشرط الأساس لإيقاف التصعيد في الشمال هو ببساطة: وقف الحرب على غزة.
لكن، ولأن للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني أهدافاً أخرى غير معلنة، فتعمل المقاومة بطبيعة الحال على منع تحقيق تلك الأهداف أيضاً، فإذا ما نظرنا إلى كمية الاستفزازات التي قام بها الكيان ضد حزب الله، وتحديداً في الأشهر القليلة الماضية، لأصبح واضحاً أن الهدف العميق هو محاولة جر الحزب لردود فعل، أي حرمان المقاومة في لبنان من أن تقرر طبيعة وحجم خطوتها التالية، وتخسر قدرتها على المبادرة.
كل ذلك من شأنه أن يخدم الهدف الأكبر والأهم في تفجير المنطقة، على أن يجري ذلك بدقة شديدة لتتجنب الولايات المتحدة أن تقاتل فيها بشكل مباشر، وتفجير المنطقة يعني تعميق الانفجارات القائمة أصلاً وتوسيعها، مع تفجير بقاع ودول جديدة، وعلى هذا الأساس يكون الرد الضروري هو حرمان العدو من تحقيق أهدافه، وخصوصاً عندما تبدو هذه الأهداف مصيرية وغير قابلة للتأجيل.
فما المعنى من أن تقوم «إسرائيل» بجرائم شنعاء يفصل بين الواحدة والأخرى يوم أو أكثر قليلاً، وما معنى أن تستهدف هذه العمليات المقاومة في لبنان، وأن تتحوّل «جبهة الشمال» إلى موضوع أساسي في صحافة العدو، وعلى لسان سياسييه؟ الجواب على هذا كلّه يرتبط بأن الوقت ينفد بسرعة، وبات من الضروري زيادة مستويات الضغط أكثر فأكثر، وفي كل الاتجاهات، وانطلاقاً من هذه الفكرة، تحاول المقاومة أن تنّفذ ردوداً مدروسة كتوسيع دائرة الاستهداف في الشمال، وتكثيف الضربات، والبحث عن العمليات النوعية الممكنة كلها، ولكن مع الحفاظ على رباطة جأش، وقدرة عالية على تحمّل الضربات التي لن تتوقف قريباً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1193