ليبيا: تحركات جديدة لتأمين انتخابات وطنية مقبلة
ملاذ سعد ملاذ سعد

ليبيا: تحركات جديدة لتأمين انتخابات وطنية مقبلة

تحرّك الملف الليبي مجدداً خلال الشهر الجاري، حيث تم إقرار جملة من المسائل منها خارطة طريق لاختيار رئيس الحكومة وقوانين الانتخابات وكيفية إجرائها.

أعلن المجلس الأعلى للدولة الليبي في 12 تموز عن تبنّي خارطة طريق بمسارين انتخابي وتنفيذي، وفي اليوم التالي عقدت القوى السياسية الليبية جلسة مشاورات لمناقشة القضايا الخلافية المتعلقة بمشروع قانون الانتخابات والوصول إلى صيغ توافقية، وصولاً إلى 25 تموز حيث صوّت مجلس النواب الليبي بالأغلبية المطلقة على خارطة طريق لاختيار رئيس الحكومة وقال رئيس المجلس عقيلة صالح «تقرر اعتماد خارطة الطريق مع ملاحظة أن مجلس النواب هو صاحب الاختصاص الأصيل في منح الثقة للحكومة (...) تعطى الثقة للحكومة على أساس برنامجها متضمناً طريقة عملها مع مراعاة حصول رئيسها على تزكيات من أعضاء النواب والدولة».

باليوم نفسه عقدت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 اجتماعاً لها في مدينة بنغازي بحضور بعثة من الأمم المتحدة وعدد من سفراء الدول الأجنبية لمناقشة ظروف وقف إطلاق النار ومسار توحيد المؤسسة العسكرية. تعليقاً على الأمر قال وزير الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة عصام بوزريبة «الانقسام السياسي والعسكري له تأثير كبير على عدم استقرار ليبيا، ويعتبر السبب الرئيسي للأزمة الليبية، ولكن بالنسبة للموضوع العسكري أعتقد أن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 قطعت شوطاً جيدًا، وتحاول أن تقوم بتوحيد المؤسسة العسكرية، وفي حالة توحيد هذه المؤسسة العسكرية سيصبح من السهل توحيد المؤسسة السياسية».

أصدرت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بياناً تحذر فيه مما اعتبرته إجراءات أحادية أو محاولة تقويض تطلعات الليبيين بإجراء انتخابات وطنية، مشددة أن العملية السياسية تستلزم اتفاقاً سياسياً شاملاً وقبول ومشاركة جميع الأطراف الفاعلين وجاء في البيان «البلاد تعاني بالأساس من انقسامات عميقة، ومثل هذه التحركات من شأنها أن تعمق حدة التجاذبات في أوساط الليبيين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة منذ أكثر من عقد».

ليصدر 60 نائباً من مجلس النواب بياناً مشتركاً لهم يستنكرون به بيان بعثة الأمم المتحدة ويردون عليه معتبرين أنه يضلل الرأي العام ويهدف إلى تفريغ توافق مجلسي النواب والدولة من محتواه والتقليل من أهميته من خلال وصفه بالأحادي، معتبرين أن توافق المجلسين يمثل أساساً لتوافق عريض مقبل للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، مشيرين إلى أن «ممارسات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وعلى رأسها المبعوث الخاص السيد عبدالله باتيلي أصبحت في الفترة الأخيرة مشوبة بنوع من الغموض وكأنما باتت تعمل ضد التوافق الليبي»، وبالتوازي مع ذلك أعلنت عدة قوى سياسية وشعبية ليبية عن رفضها لتدخل البعثة الأممية والدول الغربية في الشؤون الداخلية الليبية.

في المقابل يبرز دور روسي متزايد منذ إعادة فتح السفارة في طرابلس وتعيين آيدار أغانين سفيراً روسياً في ليبيا، فمنذ تعيينه أكد دعم روسيا لإجراء الانتخابات في ليبيا وضمانتها، وبالمقابل أشاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بدور فاعل لموسكو بإنجاح العملية السياسية في البلاد.. ويوم الجمعة قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الجلسة العامة لقمة روسيا إفريقيا بمدينة بطرسبورغ إن بلاده تعتزم «مواصلة مساعدة ليبيا للمضي قدماً في المسارات الرئيسية للتسوية على أساس ضمان الوحدة والسيادة وسلامة أراضي الدولة الليبية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1133