النزاع الطاجيكي – القرغيزي ينتهي باتفاقات عدة وترسيم للحدود
خالد أحمد خالد أحمد

النزاع الطاجيكي – القرغيزي ينتهي باتفاقات عدة وترسيم للحدود

وقعت دولتا طاجيكستان وقرغيزستان منذ الـ 19 من شهر أيلول الماضي عدة اتفاقات ثنائية تفضي إلى إنهاء الصراع العسكري الحدودي الذي حصل قبلها وهدد بنشوب حرب بين البلدين، وذلك عبر وساطات إقليمية ودولية عدة أهمها: الوساطة الروسية.

ففي 19 أيلول وقع رئيسا لجنتا الأمن القومي كامشيبيك تاشييف من قرغيزستان وصيمومين يتيموف من طاجيكستان بروتوكول للتهدئة وإحلال السلام بين الدولتين، ثم في الـ 25 من الشهر نفسه وقعت الدولتان بروتوكولاً ثانياً لإنهاء النزاع المسلح على الحدود المشتركة، وأعلن تاشييف يومها «لقد حل السلام اليوم. ويمكن لسكان منطقتي ليلاك وباتكن، الذين تركوا منازلهم في السابق، العودة إليها»، كما تم الاتفاق على إزالة 4 نقاط حدودية من الجانبين ضمن المناطق التي نشب فيها النزاع الحدودي، وأعلنوا أن الدولتين اتفقتا على تسريع العمل لتحديد وترسيم الحدود بينهما. وفي اليوم التالي أعلن عن وجود اتفاق بين الجانبين أيضاً على سحب المعدات الثقيلة بما فيها الدبابات والمدافع من مناطق النزاع الحدودية.
ومنذ ذلك الحين كانت المفاوضات مستمرة بين الطرفين فيما يتعلق بترسيم الحدود، إلى أن كشف الرئيس القرغيزي صادر جباروف بعضاً من تفاصيل المفاوضات يوم الأحد، حيث قال «في القرى والجبال والسهول تم حل 99٪ من المناطق المتنازع والاتفاق عليها» وتابع «نحن بهذا الشكل سنحل بالكامل قضية الحدود في مناطق أوش وجلال أباد وباتكين بطول 1400 كم، ونضع حداً نهائياً لمسألة الحدود مع أوزبكستان» مشيراً إلى أن المسألة يجري حلها بالاستناد إلى الوثائق القديمة، قائلاً: «مثل هذه المسائل لا يمكن حلها على أساس الحكايات والأقاويل. تم حل الموضوع على أساس خرائط للجمهوريتين من زمن الاتحاد السوفييتي وعلى أساس الوثائق والاتفاقات».
رغم أنه لم يكن هناك توقع صريح من أحد بإمكانية حل هذه الأزمة سريعاً، إلا أن ما جرى، وما يهمنا منه، هو الدلالة على ازدياد قدرة الموازين والسياسات الدولية الجديدة بقيادة روسيا والصين على حل مختلف النزاعات، بمقابل ضعف قدرة التخريب الغربي والأمريكي ومصالحه بذلك. فإذا كان هذا النزاع القائم منذ عقود جرى حلّه بالفعل خلال أيام، فما هو العائق الجدي الذي منع هذا الحل منذ زمن؟ وما هو الظرف الذي سمح اليوم بهذا الحل السريع؟ وهل يمكننا توقع حلول حقيقية للعديد من المشاكل الحدودية التي هددت أواسط آسيا بنزاعات دامية؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1091
آخر تعديل على الثلاثاء, 11 تشرين1/أكتوير 2022 14:45