الصين وأوروبا في خندق واحد؟

الصين وأوروبا في خندق واحد؟

لم يكن يخطر ببال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تضع الصين والاتحاد الأوروبي خلافاتهما التجارية جانباً، وتقفا صفاً واحداً في مواجهة الرسوم الضريبية التي فرضتها الولايات المتحدة حتى على حلفائها في الاتحاد الأوروبي.

بعد أن أصدر ترامب مؤخراً رسوماً ضريبية على واردات الفولاذ بنسبة 25% والألومينيوم بنسبة 10% من أوروبا والصين، لم تقف هذه الدول مكتوفة الأيدي بل ردت بالمثل على خطوات ترامب.
فقد رفعت الصين رسوم استيراد قائمة سلع أميركية بقيمة 34 مليار دولار، ووافقت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على خطة لفرض رسوم تجارية بحجم 2,8 مليار يورو على استيراد السلع الأمريكية، ولكن علاوة على ذلك فقد اتفقت كل من الصين والاتحاد الأوروبي على خطوات للتصدي لسياسة ترامب.
التمسك بقواعد التجارة العالمية
دعا الاتحاد الأوروبي والصين، يوم الاثنين 26 تموز الماضي، من بكين إلى الدفاع عن «قواعد» التجارة الدولية، في إشارة واضحة إلى «حمائية» الولايات المتحدة المتصاعدة. فقد أجرى الأوروبيون والصينيون لقاءات اقتصادية على مستوى عالٍ في العاصمة الصينية، في الوقت الذي يواجهان فيه توتراً اقتصادياً خطيراً مع واشنطن.
وجرى التركيز في بكين، خلال الجولة السابعة من الحوار الاقتصادي على دعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وقضايا التجارة والاستثمار ولا سيما المفاوضات بشأن اتفاق حول الاستثمار، الحوكمة الاقتصادية، وكذلك ملف الاقتصاد الرقمي والمناخ والتعاون البيئي.
اتفاق رغم الخلافات
المثير في الأمر، أن الصين والاتحاد الأوروبي كانا على خلاف في ملفات اقتصادية وأتى الحوار بين الجانبين رغم الخلافات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بين الحين والآخر في ملفات اقتصادية كبرى، ومنها: ما يتعلق بالحمائية وإغراق الأسواق وتقليد البضائع وغيرها. فطالما كانت الشركات والقادة الأوروبيون يشتكون بشكل منتظم من الوصول إلى السوق الصينية التي يعتبرونها غير عادلة بالنسبة إلى منافسيهم المحليين، ولكن في هذه اللقاءات سعى الاتحاد الأوروبي للحصول على تأكيدات من الصين بأنها ستتفاوض لانضمامها إلى خطة العمل العالمية على أساس عرض طموح وشامل، كما حث الجانب الأوروبي خلال الحوار الجانب الصيني على معالجة الإفراط في الإنتاج في قطاعات، مثل: الصلب والألمونيوم، ومنع الإفراط في مجالات أخرى بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا العالية. وفعلاً اتفق الجانبان على العمل عن كثب لمعالجة الحواجز التي تمنع الوصول إلى الأسواق.