«جورج» ينضم إلى حزب الله.. والمسيح توقف في قانا!!
في هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها سكاننا من ضحايا آخر الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد أن تضامن مسيحيون مارونيون من الجنوب والبقاع مع المقاومة اللبنانية، هاهم يخطون خطوةً أخرى: الانضمام إلى هذا المكوّن أو ذاك من مكوّنات المقاومة الثلاثة.
لكن أقلّ الأمور توقعاً كان فعل الانضمام لحزب الله.
هل نصرخ بأنّ هذه مفارقة؟
حين تعلن لنا الرياضيات وجود فضاءات هندسية أبعادها كسرية أو عشرية، نسارع للاستنتاج بأنّ هذا الأمر مفارق، دون أن نحاول أو نتمكن من الفهم. غير أنّ هذه الفضاءات لا توجد وحسب، بل تمتلك أيضاً ديناميكية وهندسةً خاصةً بها وغنية.
الأمر مماثل حين يعلّمنا تاريخ علم الاجتماع أنّ مثل هذا الفعل، الفردي أو الجماعي، المفارِق ظاهرياً، هو فعلٌ طبيعي ومنطقي للغاية.
هذا المواطن اللبناني والماروني الذي شهد لعدة سنوات هذا المنطق الرائع في الإدارة الذاتية والحس الإنساني والمقاومة الذي يملأ الفراغ الذي خلّفته دولةٌ لا تفي بالتزاماتها، هذا المواطن لن يتردد في الانضمام لحزب الله. وهذا ما يجري اليوم، وما سوف يتزايد مع الزمن.
منذ أكثر من ألفي عام، توقف المسيح في قانا. كان شعبه قد لمسه وأعجب به وأحبه. وهو بدوره أحب شعبه. وهاهي قانا، بعد ألفي عام، تشهد قتل أطفالها وعائلاتها على أيدي إسرائيل القاتلة، بمباركة بوش، «المدافع» الكبير عن الحضارة الغربية والمسيحية.
لقد أمر القادة الإسرائيليون بقصف مدننا وقرانا دون اهتمام بهويتها المذهبية أو الدينية. كان الهدف مارونياً أو شيعياً؛ وكان الأطفال والعائلات القتلى مسيحيين ومسلمين.
في الوقت نفسه، امتشق حزب الله وحلفاؤه السلاح للدفاع عن الأرض وحماية أطفالنا وعائلاتنا. وكانت التضحية والشهادة على الموعد لحماية الحيوات المسيحية والإسلامية.
اعتباراً من 14 آب 2006، أصبحت الأولوية بالنسبة للمقاومة، وخاصةً بالنسبة لحزب الله، هي إعادة التعمير.
اليوم، يضع مقاتلو البارحة أيديهم في هذا الخليط من الإسمنت والحديد.
بكلّ إنكارٍ للذات وكلّ كرم، مدّت هذه اليد ولا تزال ممدودةً نحو الضحايا من السكان، مارونيين وشيعة، في حين بقيت مساعدة الدولة خجولة، لا بل غائبة.
إنّ جورج ورؤوف وبطرس وكثير غيرهم، وهم يشهدون في الوقت نفسه على فعل البربرية وعلى فعل مقاومتنا، أخذوا ينضمون إلى علي في حزب الله، وسمير في حركة أمل، وأحمد الشيوعي.
أما أتباع جعجع والجميل، الذين يكنّون الخوف من مقاومتنا والكره لها، والذين يدعون الآن إلى تقسيم بلدنا الصغير، فعليهم أن يفهموا أنّ رسالتهم لم تعد تمرّ... لقد بدأت أسس نظامهم الذي يحمي مصالحهم الطبقية وامتيازاتهم في التفسخ.
للمرة الثانية، توقف المسيح في قانا... وقد أخذ مسيحيو لبنان علماً بهذا الأمر.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 283
