مؤتمر ميونخ الأمني: لا للبسطار الأمريكي

بالتوازي مع مظاهرات نيويورك المناهضة للعولمة كانت شوارع مدينة ميونخ الألمانية التي استضافت مؤتمر الأمن الدولي مسرحاً لتظاهرات مماثلة شارك فيها الآلاف أيضاً من مناهضي سياسات الحرب التي تروج لها واشنطن والاتحاد الأوربي والذين دعوا في لافتاتهم إلى تحطيم حلف الأطلسي والعولمة الرأسمالية على حد سواء، حيث دخلوا هم أيضاً في مواجهات عنيفة مع شرطة مكافحة الشغب المدججة بالسلاح والغازات المسيلة للدموع والتي قامت باعتقال قرابة 800 متظاهر…

أما داخل قاعة المؤتمر فقد كان هناك نوع مختلف من المواجهة أظهر إلى السطح بعضاً من التناقضات في المصالح القائمة حتى بين بعض دول حلف الأطلسي والولايات المتحدة ناهيك عن الخلافات الأمريكية مع الصين وذلك بخصوص طرق التعامل مع مفهوم ما يسمى بالأمن العالمي…
  ففي حين حذرت بكين من مغبة استخدام المعايير المزدوجة في مجال ما يسمى بـ «مكافحة الإرهاب» مع ضرورة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية حذرت ألمانيا واشنطن من مغبة ضرب دول أخرى ضمن ما تسميه حملتها الدولية لمكافحة الإرهاب دون الاحتكام إلى الشرعية الدولية التي ينبغي أن توفر الغطاء القانوني لذلك…
  وانضم إلى البلد المضيف في الخلاف الثاني مع واشنطن الأمين العام لحلف الأطلسي الذي وجد في المؤتمر فرصة لمطالبة الولايات المتحدة بعدم احتكار أسلحة التقنية العالية مشيراً إلى ضرورة إشراك أوربا لضمان نجاح أي مسعى جماعي لمكافحة الإرهاب بحسب تصريحاته…
  أما المندوب الأمريكي فقد حاول من جانبه العزف مجدداً على وتر تهويل الخطر الماثل أمام العالم بأسره من جانب المنظمات الإرهابية المنتشرة في أرجائه، ودائماً بحسب التوصيف التبريري الأمريكي، زاعماً أن «القوات الأمريكية عثرت في الكهوف الأفغانية على خرائط لمنشآت نووية أمريكية ومراكز توزيع المياه وخرائط للمدن ووصف لأبنية في الولايات المتحدة والعالم بأسره وكذلك معلومات مفصلة لإنتاج أسلحة كيميائية»…
  واغتنم نائب وزير الدفاع الأمريكي المناسبة لإبراز خلاف آخر مع روسيا يتعلق بمحاولة تهدئة مخاوفها من خطط توسيع الأطلسي شرقاً إلى حدودها مع محاولة تخفيض سقف مطالبها بالمشاركة في آلية صنع القرار الأطلسي مشدداً على ما أسماه ضرورة تمتع الحلف باستقلاليته…
  ويبدو في نهاية المطاف أن إحدى أهم نتائج المؤتمر خلف أبوابه أو خارجها سواء في ميونخ أو مانيلا أو نيويورك ذاتها هي تأكيد عدم استتباب العالم وعدم رغبته في الخضوع لسلطة البسطار العسكري لليانكي الأمريكي…

معلومات إضافية

العدد رقم:
168