الجزرة الأمريكية تحولت عصا أمام باكستان
وهكذا لم تستطع قمة ستارك لدول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي في العاصمة النيبالية كاتمندو أو المصافحة العابرة التي شهدتها هي بحماسة كبيرة بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي، لم تستطع أن تذيب جبل الجليد المستعر قصفاً مدفعياً وتبادلاً للاتهامات بين الجارين النوويين حتى بعد أن وضعت القمة الشكلانية أوزارها…
حكومة مشرف، الرازحة تحت سندان المزيد من الانقسام الوطني في ضوء انضمامها أولاً للتحالف الأمريكي وإجراءاتها المتخذة لاحقاً للتضييق على أنشطة الجماعات والمنظمات الإسلاموية الكشميرية ومطرقة الضغوط الهندية والأمريكية والبريطانية لتفكيك هذه المنظمات وتسليم المطلوبين منها على خلفية حادثة الهجوم على البرلمان الهندي في الثالث عشر من الشهر الماضي، مازالت ترفض الاستجابة للمطالب الهندية بهذا الخصوص مؤكدة بلسان رئيسها في الوقت ذاته دعوتها للسلام وتعهدها بمعاقبة أي باكستاني يثبت تورطه في العملية المذكورة ولكن دون تسليمه للخارج مع استنجادها بمن تعتقده حليفاً عبر المناشدة التي أطلقها الجنرال مشرف لإرسال موفد أمريكي أو من أي جهة كانت للمنطقة لحل الأزمة الناشئة فيها وتجنيبها المواجهة العسكرية…
وبينما تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بخصوص ملكية طائرة تجسس سقطت على خط الهدنة الفاصل في ولاية جامو وكشمير قلل فاجبايي من أهمية ما حدث في كاتمندو وتمسك بمطالبه مشيراً إلى أن أي استئناف للحوار مع إسلام آباد لن يكون على جدول أعمال نيودلهي حالياً وذلك بعد مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء البريطاني أو قائم مقام الولايات المتحدة طوني بلير الذي انضم إلى حملة الضغط الخارجية على باكستان مندداً بما وصفه بالعمل الإرهابي في الهند مشدداً على ضرورة أن تقوم إسلام آباد بما يلزم في هذا الخصوص…
وبالعودة إلى قمة ستارك الإقليمية المصغرة فإنها لم تخرج بأي إجراء عملي سوى بيان يتحدث عن ضرورة محاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة الفقر وحماية البيئة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين أعضائها، غير أن اللافت فيها أنها أبرزت من جديد ومن حيث المبدأ ضرورة وجود تعريف محدد للإرهاب وتمييزه عن حق المقاومة لدى الشعوب وذلك على خلفية الخلاف الهندي الباكستاني على طبيعة الجماعات المقاتلة في كشمير…
معظم المراقبين يستبعدون قيام أي مواجهة نووية حقيقية في شبه القارة الهندية ووسط آسيا غير أن ما يجري بأصابع أمريكية بريطانية من توتير للأوضاع بين البلدين الموتورين أساساً والذين يحشدان القوات ويتبادلان القصف الذي يوقع عدداً غير معروف من الضحايا في صفوفهما وهما الحريصان على إبقاء روحهما المعنوية مرتفعة برغم كل المراهنات الخاسرة سلفاً لدى الطرفين على حد سواء، كفيل بإبقاء الاحتمالات العسكرية مفتوحة وهو يؤكد في ظل رجحان الكفة الهندية بالمقاييس البشرية والاقتصادية والقدرات العسكرية والنووية أن باكستان التي أغرتها جزرة رفع العقوبات وتقديم المساعدات الأمريكية هي التي تقف على دريئة الاستهداف الاستراتيجي التخريبي الأمريكي بعد أفغانستان…
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 166