البلد المستحيــل
نظرية «الحرب الدائمة» للإمبراطورية الأميركية، التي أوردتها إيلين ميكسيس وود، في كتابها «إمبراطورية رأس المال »، تجد تطبيقاتها الراهنة، على النطاق العالمي، وكذلك عـلى النطاق المحلي: أفغانستان، فلسطين، يوغسلافيا السابقة، والعراق هذه الأيام.
ليس من مصلحة الإمبراطورية الأميركية التوصل إلى حلول، فالحلولُ تعني انتفاءَ الحاجة إلى التواجد العسكري والسياسي وربما الاقتصادي في يومٍ ما، للولايات المتحدة.
إذاً تنبغي إدامةُ اللاّحل.
في أفغانستان، مثلاً، ما زال الأميركيون يتفاوضون مع الطالبان…
في فلسطين، يمسك الأميركيون بخيوط اللعبة من طرفيها: الفلسطيني والإسرائيلي.
في كوسوفو، يوالي الأميركيون شــدَّ الخيوط وإرخاءها بين الألبان والصرب…إلخ.
أمّـا في العراق، فالمســرحُ مهيّــأٌ لألعابٍ بلا نهاية.
والظرفُ الأنموذجي لهذه الألعاب التي تُـديـمُ الاحتلال، هو الوقوف على حافة الحرب الأهلية:
اغتيال القادة الأكراد أمس.
محاولة اغتيال السيستاني اليوم.
لكن هذين الأمرَينِ ليسا سوى مظهرٍ بسيطٍ، يخفي ما هو أدهى وأمَــرُّ كما يقال.
يقول بريمر الثالث ملك العراق إن هذه الحالة مرفوضةٌ، ينبغي إيجادُ حلٍّ.
ما الحلُّ، يا جلالة الملك؟
يقول بريمر والبريمريون:
رئيس تنفيذي هو إياد علاّوي (مجرم 1963 يعود بعد أربعين عاماً دكتاتوراً مثل صدام حسين)
فإن رفضتم مرشّــحَــنا هذا، أعطيناكم حلاًّ آخر.
ما الحلُّ يا جلالة الملك ؟
تنصيب الأمير حسن وصيّـاً على مجلس الحكم (أي إلحاقُ العراق بالأردن)!!!
أيُّ برميل بارودٍ!
أيُّ لعنةٍ تتهددُ هذا البلدَ المستحيلَ!
لندن 5/2/2004
■ سعدي يوسف
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.