هاني الملاذي هاني الملاذي

دمتم بخير صحافتنا وصحافتهم!!؟

لايزال الصراع الدائر في لبنان بين حزب الله و"إسرائيل" يشغل جانباً كبيراً من اهتمام الصحف الدولية، تماماً كما تفعل بالضرورة الصحف العربية.

يثير الانتباه هنا بعض الأصوات وبعض الأقلام التي تروج أو تسوّق للسان بعض (الزعماء) العرب الذين هربوا من مواجهة الخجل أمام شعوبهم، بالحديث عن «مغامرات» المقاومة، أو التوقيت «غير المناسب لأفعالها»!!

في وقت بدأت تتحدث فيه حتّى صحافة الغرب عن مغزى وغاية وحقيقة ما يحاك للمنطقة في ضوء التصعيد الإسرائيلي.

في إطلالة على الصحف البريطانية – كنموذج – وفي ضوء تغطيتها لمواقف قادة مجموعة الدول الثماني الكبار الذين عقدوا مؤتمرهم مؤخراً في مدينة سان بطرسبرج الروسية -كمثال نرصد:

■ الاندبندنت تفرد صفحتها الأولى لحديث الزعيمين الحليفين بلير وبوش، اللذين لم يدركا أن مايقولانه يتم تسجيله، مع تعليق من الجريدة يوضح تفصيلات الحديث. مهتمة كسائر الصحف باستخدام بوش للهجته العامية بطريقة لافتة في تحميل سورية – وليس حزب الله أو إسرائيل - مسؤولية الصراع الدموي الدائر حالياً!!. ويتساءل روبيرت فيسك في ذات الصحيفة «ماذا لو كانت الحكومة اللبنانية هي التي تقصف إسرائيل على شكل ‏ما يفعل الجيش الإسرائيلي في لبنان، وكانت إسرائيل هي الضحية، لكانت اندلعت على ‏الأرجح حرب عالمية ثالثة»!!.‏ فيما أشارت التايمز اللندنية لحوارية بوش وبلير المفضوحة قائلة «لعل بوش تحدث بلهجه تكساس أكثر من لغة الدبلوماسية»!!

■ الغارديان نشرت رسماً كاريكاتيرياً يصور جورج بوش وقد جلس عارياً إلا من إزار بألوان العلم الأمريكي على تل من الرمال خلفها بدت آثار الدمار وارتفعت سحب الدخان. وكتب فوق صورة بوش تعليقه المثير للجدل «ما يجب عليهم (أي الامم المتحدة) فعله هو دفع سورية إلى إجبار حزب الله على وقف هذا الهراء». وعلق الرسام ساخراً على الصورة والتعليق: «صه...فليتكلم الحكيم»

■ الدايلي تلجراف قالت تعليقاً على الموضوع: «هذه هي اللحظة التي يخشاها أي سياسي». مضيفة أن حديث الزعيمين حول زيارة تعتزم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس القيام بها للشرق الأوسط كان محرجا جدا لبلير، الذي حاول دون جدوى إقناع بوش بتركه يقوم بالزيارة. كما قالت إن «منتقدي بوش وبلير سيتلقفون التسجيل بحماس، وهم طالما ادعوا أن بلير يبالغ في الحرص على مرضاة واشنطن، وأن بوش يرى العالم من منظور ساذج جداً»

■ عادت الغارديان لتشير في مقال آخر وتحت عنوان «صوت أوروبا المكتوم» إلى أن عدم المطالبة بوضوح للتوصل لهدنة فوراً «يوحي بالتواطؤ مع ما تفعله اسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة بشكل غير معلن، وهو استخدام القوة المفرطة لهزيمة أو شل (قدرات) حزب الله بغض النظر عن النتائج التي ستلحق بلبنان أو بالشرق الأوسط»!!

■ جيمس وايلد كتب للغارديان يقول: «إن الاستجابة الأوروبية للحصار(الاسرائيلي) لقطاع غزة وقصف لبنان كانت مشينة، وكذلك كانت استجابة بقية العالم». ويرى الكاتب أنه «لو تصرفت أي دولة في العالم مثل مافعلت اسرائيل مؤخراً - أو كما فعلت على مدى 40 عاماً ماضية - لفرضت عليها الأمم المتحدة أو حلف الناتو عقوبات اقتصادية أو عسكرية»!!

‏ ‏ وفي الختام،... شكراً لوضوح المناسبة التي أتاحت وضوح تعليقات بعض (الزعماء) العرب التي أشارت وبمنتهى الصراحة إلى مدى اهتمامهم بمصير جلعاد ورفاقه ومدى (اهتمامهم) المقابل بمصير مئات الضحايا والشهداء العرب نساء وأطفالاً وشيوخاً، وشكراً لمن قيّم وشخّص الأمور، فكشف لنا أن المطالبة بالحق واسترداد عشرات آلاف الأسرى العرب بعد سنوات طويلة من كذب مقولة السلام وفشلها، أن هذه المطالبة المشروعة غدت في قواميس ولاءاتهم وارتباطاتهم حاضراً ومستقبلاً «مغامرات غير محسوبة»!!!

■ www.malazi.com