الملف اللبناني.. أنظمة العمالة والإذعان.. تكشف عن وجهها البغيض فضيحة التخاذل ستقضي على العروش وتنهي عصر الزعامات العميلة!
حمّلت السلطات السعودية بشكل سافر المقاومة اللبنانية ما أسمته «المسؤولية الكاملة» عن تصرفاتها التي وصفتها أيضاً بأنها «غير مسؤولة»، ودعتها إلى«إنهاء الأزمة التي أوجدتها» وطالبت بـ«التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة».
وهكذا لم يستطع مسؤولو النفط المتخمون أن يستروا وجههم الحقيقي الذي طالما حاولوا إخفاءه بشعارات كاذبة عن المصلحة العربية والإسلامية وحرصهم على سلام وأمن المنطقة وشعوبها، وما إن أوعز إليهم من يحميهم ويدعم استمرارهم على عروشهم بمهاجمة المقاومة، حتى امتثلوا للأوامر صاغرين خانعين، غير مدركين بأن هذا الموقف البيّن العمالة والمفرط في التخاذل سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهورهم وتدك عروشهم التي لن تصمد كثيراً أمام المتغيرات القادمة التي سيكون عمادها الشعوب العربية التي تختزن غضباً عارماً سيتفجر قريباً على رؤوس الغزاة والطغاة والخونة..
ولم يكن موقف النظام المصري أفضل حالاً، فقد اكتفى أولاً بالتحذير من الفوضى التي يمكن أن تنتج عن التصعيد، ثم جاء الموقف المتخاذل المفضوح مشتركاً مع النظام الأردني سليل الخيانات حيث مضى كل من الرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني في بيان مشترك لانتقاد ما وصفاه بـ«المغامرات والأعمال التصعيدية غير المسؤولة التي قد تؤدي إلى مواجهات غير محسوبة لا تخدم القضايا العربية».ليخالف هذين الحاكمين المباركين أمريكياً وصهيونياً مشاعر الشارعين المصري والأردني بشكل فاضح ومخز.
المقاومة الفلسطينية.. تحية المقاومين للمقاومين
أما في فلسطين فقد كان الوضع مغايراً تماماً، فقد رحبت الحكومة وفصائل المقاومة بمختلف انتماءاتها، ، بعملية الوعد الصادق النوعية التي نفذتها المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني، وتمكنت خلالها من أسر جنديين إسرائيليين، واعتبرت أن عملية الأسر تشكل رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال في فلسطين، وأملت أن تقود إلى الإفراج عن نحو عشرة آلاف أسير فلسطيني في المعتقلات الصهيونية.
كما هنأت حركة حماس حزب الله بالعملية وأكدت أن «عملية الأسر التي قام بها مجاهدو حزب الله تؤكد من جديد على تكامل مشروع المقاومة ضد الكيان الصهيوني سواء كانت هذه المقاومة في فلسطين أو في لبنان أو في المحيط العربي».
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد باركت عملية الأسر ودعت جميع المقاومين إلى مواصلة خطف الجنود الصهاينة للاستمرار في إنزال الهزائم بقوات الاحتلال التي تظن نفسها بأنها لا تقهر..
وفي السودان الغارق في المحن والمشكلات والصراعات الداخلية التي تساهم في افتعالها القوى الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية، انتقد الرئيس السوداني عمر البشير، أمام آلاف الشبان الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، واصفاً دعاوى الشرعية الدولية بالكذب. وقال انه يؤيد المقاومة في فلسطين ولبنان ودارفور معتبرا أن العدو واحد.
إيران.. تتحدى الأمريكان والصهاينة.. والمتصهينين
مع ردود الفعل العسكرية الأولى اتضح أن القدرة العسكرية الصهيونية عاجزة كلياً عن إنزال ضربات مؤثرة في صفوف المقاومة وتحصيناتها وقواعدها العسكرية، حيث أخذت باستهداف المدنيين والبنى التحتية من جسور ومصانع ومحطات كهرباء ووقود وشوارع ومحاور طرق ومرافق خدمية وسياحية..
وفيما تبجحت السلطات السعودية بتبرعها بخمسين مليون دولار (لإغاثة) لبنان لأنها «تتعاطف جداً مع النكبة التي ألمت به»، رغم أن ارتفاع أسعار النفط الذي نتج عن المعارك جلب لها أرباحاً إضافية تقدر بأكثر من مائتي مليون دولار يومياً، جاء الموقف الإيراني أكثر تواضعاً وإنسانية وإحساساً بالمسؤولية وبوحدة مصير الواقفين بوجه الإمبرياليتين الأمريكية والصهيونية، إذ أبدت إيران استعدادها الكامل وغير المشروط لإعادة بناء ما دمره الصهاينة في عدوانهم على لبنان، وجددت وقوفها إلى جانب المقاومة والشعب اللبناني. كما أنها أطلقت موقفاً غاية في الوفاء حين توعدت الصهاينة بخسائر جسيمة إن هم فكروا بتوسيع رقعة العمليات العسكرية ومهاجمة سورية..
ويأتي هذا الموقف الإيراني المشرف استمراراً لجملة المواقف الإيرانية المناهضة للمشروع الأمريكي والداعمة لمقاومي الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، وبالتأكيد فإن المسؤولين الإيرانيين يدركون تماماً أن المخطط واحد، وأن التصعيد في فلسطين ولبنان وتهديد سورية ما هو إلا تمهيد لضرب إيران في حال سار المخطط دون عوائق أو مقاومة حقيقية وجريئة..
وبذلك فإن المنطقة برمتها ولا شك، ماضية نحو المجهول، وهذا المجهول سيحدده وسيحدد شكله ونوعه وطبيعته أمر واحد فقط وهو: قدرة الشعوب على المقاومة.. مقاومة الأنظمة الاستبدادية العميلة، ومقاومة المشاريع الأمريكية – الصهيونية التي ليست بالقوة التي يتصورها اليائسون.