استمرار المقاومة.. الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق

 منذ أن أعلنت المقاومة الفلسطينية موافقتها على هدنة مدتها ثلاثة أشهر  وإسرائيل لم تتوقف لحظة واحدة عن خرقها لهذه الهدنة، بل تعتبرها هدنة تخص الفلسطينيين وحدهم، ولذلك فهي مستمرة في تنفيذ مخططها المرسوم والمدعوم أمريكياً، لعدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

فبناء المستوطنات لم يتوقف، بل ازداد، وقد وجهت سلطات الاحتلال دعوة عامة لاستدراج عروض لبناء وحدات استيطانية جديدة، كما أنها رغم الاعتراضات الأمريكية الشكلية، تتابع بناء الجدار الأمني الذي يقتطع جزءاً هاماً من الأراضي الفلسطينية ويمزق ما تبقى في الجانب الفلسطيني، وأما ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فيجري إطلاق سراحهم بالقطارة. وتصر حكومة شارون المجرمة على عدم إطلاق سراح رجال المقاومة الذين اعتقلتهم قواتها، هذا فضلاً عن أن أعمال القتل والاعتقال والاغتيال مستمرة، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها أصبح أمراً يومياً.

إن كل ذلك يجري تحت نظر الحكومة الأمريكية وسمعها ولكنها لاتحرك ساكناً، بل أكثر من ذلك تؤيد بوقاحة، مطالب إسرائيل في القضاء على منظمات المقاومة وتطالب بتجرديها من السلاح، وحذرت الفلسطينيين من أنهم إذا لم يفككوا البنية التحتية لمنظمات المقاومة فلن يتم الانتقال إلى المراحل القادمة من خطة خارطة الطريق!!

إن كل الدلائل تشير، وللمرة الألف، إلى أن واشنطن كانت وستبقى الحليف الثابت والداعم لدولة إسرائيل المعتدية وفي الوقت نفسه تظهر بوضوح بأنها عدو ثابت وصريح للقضايا العربية عموماً وللقضية الفلسطينية بشكل خاص، وإن تظاهرها بأنها تؤيد قيام دولة فلسطينية هو كذب مفضوح وقد عبر عن هذا الانحياز للدولة المعتدية ما أوردته وكالات الأنباء عند زيارة شارون لواشنطن.

فخلال مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس بوش لأرييل شارون. سأل بوش ضيفه: هل لديك أصدقاء في العالم غيري؟ وكان جواب شارون: «تربطني علاقات مميزة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومع زعماء آخرين ولكن ليست لدينا صديقة مثل الولايات المتحدة».

إن الذين عولوا على الولايات المتحدة ويعولون عليها حالياً هم واهمون ولن يحصدوا إلا الخيبة وضياع حقوق الشعب الفلسطيني. فهذه الدولة الإمبريالية الكبرى في العالم لاتهمها إلا مصلحتها، وعلى العرب أن يستفيقوا ويدركوا قبل فوات الأوان أن الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق هو استمرار المقاومة ووجوب دعمها بمختلف الوسائل المادية والمعنوية.

■  عادل الملا

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.