ثقافة المقاومة.. وتبديد الأوهام
تزداد وتيرة اللهجة العدوانية لحكومة العصابات الصهيونية ارتفاعاً مع مرور كل يوم جديد على بقاء مرتزقها الأسير في قبضة المقاومين الفلسطينيين، مهددة بدفع الصراع مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى حافة أزمة إقليمية ودولية، وذلك عبر التلويح باستهداف سورية وقيادة قوى المقاومة الفلسطينية فيها، خصوصاً بعد أن قامت الطائرات الصهيو- أمريكية بطلعات عدوانية استفزازية في الأجواء السورية..
وتتزامن هذه التهديدات مع دخول لعبة عض الأصابع حول الجندي الصهيوني الأسير مرحلة جديدة بتوجيه عناصر المقاومة إنذارا شديداً للصهاينة بإغلاق باب التفاوض حول تبادل الأسرى، إذا لم تفرج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال.
لقد حفلت الفترة القصيرة الماضية بكثير من الخيبات للمشروع الصهيوني، إن كان في فشله الذريع في إحداث فتنة بين الفلسطينيين وفصائلهم المقاومة خصوصاً بعد الاتفاق على وثيقة الأسرى عشية الحملة العسكرية الإسرائيلية، أو في تركيع حكومة حماس، أو في حماية المستوطنات.. وراح المأزق السياسي لهذا المشروع يزداد استعصاء بالتوازي مع مأزق شريكه الإمبريالي الأمريكي الذي يتخبط في العراق ولبنان وأماكن أخرى، بفعل الاحتضان الشعبي العارم والواعي لمبدأ المقاومة وثقافة المقاومة..
وإذا كان الجنون والهمجية والدموية والقتل المنظم للعرب هو الطابع الدائم للصهاينة، سواء كانوا هادئين أو متوترين، وما يجري الآن في غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي المحتلة من قتل واعتقال وتدمير بنى تحتية ومنشآت، هو أمر لا يخرج عن هذا السياق، فإن ما يدعو للأسف، أن كثير من السماسرة وعرابي الاستسلام من الساسة والقادة العرب، يبذلون كل ما بوسعهم للضغط على المقاومة بهدف إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير دونما إبطاء بحجة المحافظة على سلامة الفلسطينيين، وكأن الشعب الفلسطيني كان قبل عملية «تبديد الوهم» يعيش في حالة من الرغد والسلام والاكتفاء والحرية!!
الدرس الوحيد الذي يجب أن يتعلمه هؤلاء المتخاذلون على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم، أن الحرية تؤخذ ولا تستجدى، وأن أفضل ما يمكن القيام به ضد الصهاينة النازيين، هو خلق حالة دائمة من توازن الرعب معهم، هذا الذي لا يمكنهم تحمله أو مقاومته أو تجاوزه، والأدلة كثيرة على ذلك، وعملية «تبديد الوهم» البطولية لن تكون آخرها بالتأكيد!