«الأونروا» تفرض تدريس «المحرقة»..!

ذكر موقع الجزيرة أن مصادر متعددة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كشفت أن إدارة الوكالة في قطاع غزة أنجزت طباعة مناهج «حقوق الإنسان» للصفوف من الثاني حتى السادس الابتدائي، والبقية قيد الإنجاز، وأن هذه المناهج تتضمن تدريس المحرقة اليهودية «الهولوكوست» وأنه جرى إقرارها من مدير عمليات الوكالة في قطاع غزة جون غينغ.

وقال مصدر مطلع على تفاصيل المشروع أنه جرى تخصيص معلمين لتدريس المنهاج الجديد في مدارس قطاع غزة الكبرى، وأنه تم وضع جدول حصص للمنهاج الجديد.

وتقول مصادر في رئاسة الوكالة بالأردن أن الأونروا أسست برنامج حقوق الإنسان عام 1999، وبدأت العمل به في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2000، قبل أن يشمل الأردن وسورية ولبنان عام 2002، أي المناطق الخمس لعمليات الوكالة التي تقدم «خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية»!!

وحسب الجزيرة فقد قال أكثر من مصدر في مكتب الوكالة في عمان «نحن لا نعلم أي شيء عن البرنامج الذي أقر في قطاع غزة، ولا يوجد أي وثائق أو مراسلات أو طلب خبرات حوله، وهو برنامج مستقل تماماً عن البرنامج الأصلي».

غير أن مصدراً مطلعاً على تفاصيل المنهاج الذي أعد للتدريس في غزة قال إن «البرنامج أعد في غزة على قاعدة المنحى المنفصل وهو ما يشكل مخالفة لسياسة الأونروا التي لا تدرس سوى مناهج الدول المضيفة للاجئين» وذلك بحكم اتفاقية عام 1954 التي وقعت بين الأونروا والدول المضيفة واليونسكو.

وتثير قضية تدريس «المحرقة» أجواء من الغضب لدى العاملين في الأونروا في الأردن، إضافة لممثلين عن اللاجئين، حيث يتساءل مصدر عامل في الأونروا عن سبب إصرار إدارة الوكالة في غزة على تدريس المحرقة اليهودية في منهاج «حقوق الإنسان»، فيما يتم إغفال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والداعي لعودة اللاجئين الفلسطينيين.

ويقول المصدر «هذا القرار عرض للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة 134 مرة وتم إقراره فيها جميعاً، فلماذا لا يقر تدريسه في منهاج حقوق الإنسان».

وأضاف «لماذا لا يتم تدريس قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وهو قرار أحدث من حدث الهولوكوست».

ويستغرب الرئيس السابق للجان المعلمين في وكالة الغوث في الأردن كاظم عايش إصرار الأونروا على تدريس المحرقة اليهودية «فيما تتجاهل المحرقة الإسرائيلية اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني». وقال للجزيرة نت «نرفض بشكل قاطع إقرار منهاج يدرس المحرقة لأبناء اللاجئين ولن يمر إقراره بسلام».

ودعا عايش «لتدريس المحرقة اليهودية لقطاع غزة والمستمرة حتى اليوم بدلاً من تدريس حدث تاريخي يحتوي على مبالغات وبني على ابتزاز إسرائيل لدول وشعوب»، مؤكدا أن الوكالة تخالف سياستها القائمة على عدم التدخل في أية قضية ذات طابع سياسي، وتابع «أليست المحرقة والموقف منها شأناً سياسياً فلماذا تقحم الأونروا نفسها فيه؟».

 

وكانت أوساط الفلسطينيين بغزة والضفة وأراضي (1948) أعربت أواخر الشهر الماضي عن غضيها بسبب ما تردد عن تزامن قرار الأونروا إدخال مادة حول الهولوكست في مناهج تعليم الفلسطينيين مع قرار إسرائيلي يمنع استخدام كلمة «النكبة»، على أن يستعاض عنها بكلمة مبسطة هي «المأساة» حسب قرار «وزير التربية والتعليم الإسرائيلي» جدعون ساعر، الذي سبق له أن أصدر قراراً آخر يقضي بفرض ما يسمى بـ«النشيد الوطني الإسرائيلي» على طلاب المدارس الفلسطينيين في «إسرائيل» لإنشاده كل صباح وبرصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم في جيش الاحتلال..!