ليست فضيحة جديدة.. هكذا كانوا.. وسيبقون!!

كشفت صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" الأوروبية عن فضيحة جديدة من فضائح وفظائع القوات الغربية المتحالفة التي تحتل العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت هذه الصحيفة بعرض ونشر شريط مصور يظهر الوحشية التي تتعامل بها قوات الاحتلال البريطانية مع العراقيين في مدينة البصرة، قام بتصويره عريف في الجيش البريطاني يرتفع صوته بالصراخ وهو يشجع زملاءه على الاعتداء على فتية عراقيين كانوا يتظاهرون ضد قوات الاحتلال في البصرة عام 2004.

ويظهر في شريط الفيديو الذي صور خلال مواجهات في جنوب العراق جنود بريطانيون يوجهون اللكمات إلى صبية عراقيين بمنتهى الوحشية، كما ويظهر آخرون منهم ينهالون بالهراوات والركل والرفس على رؤوس الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 11 – 13 عاماً.

وتنتشر قوات الاحتلال البريطانية في جنوب العراق وتحديداً في مدينة البصرة، وهي ما انفكت تحاول منذ غزو العراق الظهور بمظهر المتحضر الصديق الذي لا يضمر شراً للعراق وأهله، لكن الفضائح المخزية بالمقابل ظلت تثبت العكس، بدءاً من فضيحة اعتقال المدنيين على الشبهة ورميهم في الزنازين دون محاكمة، مروراً بفضيحة عملاء الاستخبارات البريطانيين المتخفين بلباس عربي، الذين أظهرت الوقائع تورطهم في عمليات اغتيال وتفجير وقتل مدنيين ورجال شرطة عراقيين وإيهام الرأي العام أنها من عمل رجال المقاومة العراقية، بغية دفع العراقيين إلى الاقتتال الأهلي، وغيرها وغيرها من الجرائم، وصولاً إلى هذه الفضيحة التي تؤكد أن المحتلين البريطانيين لا يختلفون بشيء عن حلفائهم المجرمين الأمريكيين وبقية القوات الغازية، كما أنهم، أي البريطانيين، لم يتطوروا قيد أنملة من النواحي الإنساتية والأخلاقية منذ بدء المرحلة الاستعمارية في القرن السابع عشر، وجرائمهم ضد الهنود الحمر والأفارقة وشعوب شرق وجنوب آسيا وفي الوطن العربي، تؤكد ذلك.

وكانت الصحيفة الواسعة الانتشار في أوروبا قد وصفت هؤلاء الجنود بأنهم «فرقة مارقة من الجنود البريطانيين»، وأكدت أن بحوزتها شريطاً قصيراً جداً يظهر أحد الجنود البريطانيين وهو يدوس على جمجمة أحد العراقيين القتلى!!

وامتصاصاً للغضب العراقي الشديد الذي بدأت تظهر أولى ملامحه بعيد عرض الشريط،، أكد المسؤولون العسكريون البريطانيون أن الشريط غير مزور، و«تعهد» رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بإجراء تحقيق في القضية، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الشرطة العسكرية اعتقلت شخصا في إطار التحقيق في الصور المنشورة.

إلى ذلك رأت بعض الصحف البريطانية أن التجاوزات التي ارتكبها الجنود هي «هدية حقيقية للدعاية الإعلامية لأعداء بريطانيا»!!

ولعل أقسى التعليقات وأكثرها موضوعية ما ورد في افتتاحية صحيفة «ذي اندبندنت» اللندنية التي أكدت أن ما يثير القلق أكثر هو«أن هؤلاء الجنود ليسوا بضعة سوقيين فالتين في شوارعنا بل إن سلوكهم يشير إلى ثقافة عنف في بعض جيوب القوات المسلحة البريطانية، وحان الوقت لنلغي الصورة الجميلة لقوات نقول إنها مزيج من قوات حفظ السلام والكشافة والشرطة»، مطالبة «بعقاب نموذجي وسريع وقاس لكل المسؤولين» عن هذه الفضيحة.

من جهتها رأت صحيفة «ذي تايمز» أنه «لا حاجة لأن نكون خبراء في العلاقات العامة لتصور الأثر المدمر لهذه الصور عندما تبث في العالم العربي»، مشددة على تراجع النظام في صفوف القوات المسلحة البريطانية.

وأضافت ان «أكثر ما يزعج في هذه الصور، إلى جانب التعليق السادي الذي يرافقها،هو النوايا الخطيرة لمرتكبي هذه التجاوزات».

 

يحدث كل ذلك في وقت ما تزال عيون الإعلام العربي التي لا حول لها ولا قوة،  وتعمل بإيعازات من سادة ترتبط مصالحهم باللوبي الصهيوني وأجهزة المخابرات الأمريكية تركز على قضايا عراقية أخرى، تصورها أنها أكثر أهمية، كالانتخابات والمشاورات الحكومية والمناكفات الطائفية والعمليات الانتحارية المشبوهة التي تستهدف المدنيين والتباينات التي تراها أصبحت كبيرة ونهائية بين أبناء العراق الواحد.. إلخ، بينما تغض النظر أو تمر بسرعة على أي جريمة تدين قوات الاحتلال.