امبراطورية الفساد
هناك معلومات مؤكدة مدعمة بوثيقة رسمية من مصدر أوربي تؤكد أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يخفي مئات الوثائق على أقراص كومبيوترية CD تتعلق بأسرار بنك المدينة، وشقيقه «بنك الاعتماد المتحد» والمافيا السورية ـ اللبنانية التي نهبت البنكين وحولتهما إلى ماكينة لغسيل الأموال العراقية. وبحسب الوثيقة فإن رياض سلامة «يخفي» هذه الوثائق ليس بدافع تضليل العدالة والتستر على اللصوص، وإنما بدافع الخوف والرعب من أنه إذا كشف عنها سيدفع رأسه ثمنا لذلك.
وتقول الوثيقة إن الوثائق التي «يخفيها» سلامة تتضمن جرداً دقيقاً بأسماء جميع من استفادوا من البنكين ـ الشقيقين، سوريين ولبنانيين، من السلطة والمعارضة على حد سواء، وإنه تعرض لضغوط وتهديدات بالتصفية في الماضي وفي الحاضرمن أجل التزام الصمت وعدم الكشف عن أية معلومات خارج ما يتصل مباشرة بالمعطيات التي قد يكون لها علاقة مباشرة بتمويل اغتيال رفيق الحريري.
وبحسب الوثيقة، فإن وثائق رياض سلامة تتضمن أسماء العشرات من المسؤولين السابقين والحاليين ومحاسبيهم، ممن استفادوا نقدياً من نهب البنكين، أو على شكل هبات عينية كالعقارات (قصور وأراض) والسيارات الفارهة، وشحنات النفط للبيع في السوق المحلية.. الخ، فضلاً عن جميع المعلومات المتعلقة بالعمليات المالية المتصلة بجريمة النهب المنظم للبنكين.
وطبقاً للوثيقة، فإن على رأس المستفيدين رفيق الحريري نفسه، ونبيه بري مع عدد من أقرب مساعديه، ووليد جنبلاط (عبر مندوبه في البنك وائل أبو شقرا، وعبر الحريري شخصياً)، وعبد الحليم خدام، وغازي كنعان، وماريا معلوف، وإياد علاوي، وأمين الجميل، وكريم بقرادوني، وشخصيات أمنية وديبلوماسية سعودية في بيروت، وعشرات آخرين، قسم كبير منهم من الصحفيين في صحف «النهار» و«المستقبل» و«اللواء» و«الشراع» الذين استفادوا بطرق وأحجام متفاوتة، تتراوح بين الهدايا العينية الفاخرة، والسيارات والبيوت وشحنات النفط المباعة في السوق المحلية لصالحهم، والمبالغ النقدية التي جرى تحويلها إلى حساباتهم المصرفية، أو حسابات الشركات التي يملكونها، داخل لبنان وخارجه، بما في ذلك بنوك فرنسية، وبنك ABN -AMRO الهولندي وأخرى في سويسرا.
