حزب الله.. إجراءات لمواجهة الاحتمالات الأكثر سوءاً..
كشف مصدر إعلامي في حزب الله عن أن الحزب أنشأ خلال الأشهر الأخيرة تنظيما عسكرياً موازياً لـ «المقاومة» يبلغ تعداده نحو خمسين ألف رجل تحت السلاح..
وقال المصدر إن فكرة إنشاء التنظيم «بدأت بعد أن اقتنع الحزب، استنادا إلى مصادره ومعلوماته، بأن ثمة نية حقيقية، محلية ـ إقليمية ـ دولية، لجره إلى مواجهة مسلحة داخلية في حال لم تجد الأزمة السياسية الداخلية أي حل لها، وهذا ما كنا وسنبقى نعمل على تجنبه مهما كلف الثمن».
لكنه استدرك مؤكدا أن «الانخراط في مواجهة داخلية لم تعد تشكل للحزب تلك الحساسية التي كانت تشكلها في الماضي، خصوصا إذا ما فرضت علينا، ولم يكن ثمة بد من مواجهتها». وقال المصدر «إن التنظيم الجديد الذي لا يمكن اعتباره عسكرياً تماماً على غرار المقاومة، مستقل تماماً من حيث غرفة العمليات عن الجسم الأساسي للمقاومة، ولا علاقة لها به من حيث المهام إلا في حال حدوث اجتياح إسرائيلي مثلاً». وقال المصدر: «كان الهدف الأساسي من الحرب الأخيرة (صيف العام الماضي) جر الحزب إلى مواجهة مسلحة داخلية مع القوى الأخرى، ولأنهم فشلوا في ذلك، سيعاودون الكرة عبر أدوات داخلية هذه المرة، دون مشاركة إسرائيل بشكل مباشر في الصراع، ولهذا وجدنا أن إنشاء تنظيم مسلح احتياطي معني بالساحة الداخلية هو الطريق الأمثل للإبقاء على جاهزية المقاومة في مواجهة إسرائيل من جهة، وتجنيبها الانشغال بأية مواجهات داخلية من جهة أخرى».
وأضاف «أستطيع أن أؤكد أن التنظيم الجديد قادر على حسم أية مواجهة داخلية خلال فترة قصيرة نسبياً، إذا ما فرضت عليه، دون الاضطرار إلى الدخول في حرب أهلية طويلة كما حصل في الماضي، بينما ستبقى المقاومة على جاهزيتها في مواجهة إسرائيل».
تبقى الإشارة إلى أن حزب الله عمد على مدى العام المنصرم إلى شق عشرات الطرق السريعة، الرئيسية والفرعية، تصل بين المناطق الديمغرافية التي تشكل حاضنة أساسية له مثل البقاع الشمال والشمالي الشرقي والجنوب، بما في ذلك منطقة صور. وتشير المعلومات إلى أن الطول الإجمالي لهذه الطرق يبلغ حوالي خمسمئة كيلو متر.
الطرق الجديدة قطعت أوصال المناطق التي كان يعول عليها وليد جنبلاط وحلفاؤه في أية مواجهة داخلية متوقعة، وأصبح مستحيلا عليه وضع اليد عسكرياً عليها، وحرمان حزب الله من التواصل الجغرافي بين مناطقه».
وكان جنبلاط قد وضع خطة عسكرية للسيطرة على المناطق الممتدة ما بين حاصبيا في الجنوب الشرقي من لبنان ومعقله الأساسي في جبل لبنان، مروراً بمنطقة جزين وبيت الدين، في حال اندلاع مواجهات داخلية، وهو أمر من شأنه قطع التواصل ما بين العمق الاستراتيجي لحزب الله في الشمال الشرقي (قضاء بعلبك والحدود السورية) وجبهة المواجهة في الجنوب.
وتشير هذه التقارير إلى أن «حاسة الشم الاستراتيجية العالية لدى حزب الله دفعته إلى تقطيع أوصال هذه المناطق بالطرق السريعة والتجمعات السكنية الجديدة التي جعلت من المستحيل على جنبلاط تنفيذ مشروعه المذكور في حال حصول حرب أهلية».