عباس يحث السعودية على التطبيع مع الكيان الصهيوني!
في الوقت الذي كان فيه وزير الحرب «أيهود باراك» يحضر مناورات عسكرية إسرائيلية في الجليل ويؤكد أمام الصحفيين: «كل يوم يمر يقربنا من عملية واسعة النطاق في غزة، وهو أمر لا مفر منه»، كان محمود عباس يرد على الصحفيين في القاهرة، ليس من أجل تعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الاعتداء والجرائم الصهيونية اليومية ضد المقاومة في الضفة والقطاع، بل لتبرير حضور السعودية لما يسمى بمؤتمر الخريف!
لقد قارن عباس بين حضور السعودية لاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بوجود المندوب الإسرائيلي، وبين حضورها في المؤتمر الذي دعا إليه بوش في «أنابوليس»، وفي نظره أن حضور المملكة وغيرها من دول المهزومين لذلك المؤتمر والذي لا جدول عمل ولا مرجعية له، سوى ما تريده واشنطن والكيان الصهيوني، سيكون أمراً هاماً، متناسياً ما سيتم في هذا المؤتمر المذل من فرض لتنازلات جديدة على العرب وعلى الفلسطينيين، وبوجه خاص التنازل عن حق العودة بغطاء عربي تحت مقولة: «إن عهد المقاومة والتحرير قد انتهى، ولا مجال لعودة الحقوق إلا بالمفاوضات والمساومات»!.
إذا كانت واشنطن وتل أبيب ترفضان أي التزام بالعودة لحدود عام 1967 وترفضان تنفيذ أي قرار لمجلس الأمن حول السلام العادي والشامل، فهل من خيار مطروح الآن سوى أحد أمرين: إما الاستسلام، وإما المقاومة؟!
نحن لا نعوّل على وطنية رؤساء الدول المهزومين، بل على إرادة الشعوب والشعب الفلسطيني في الطليعة، من أجل استمرار المقاومة الشاملة حتى التحرير وتقرير المصير.