تمهيداً لضربة خاطفة ضد سورية! تشيني، ملتفاً على وزير الدفاع، يفتح ثلاث غرف عمليات سرية!

 تؤكد المعلومات الواردة من أحد المراكز الاستراتيجية والدفاعية العاملة مع الإتحاد الأوربي، بأن مجموعة «المحافظين الجدد»، برعاية نائب الرئيس «ديك تشيي» سعت ثلاث مرات على التوالي بمساعدة استراتيجية إستخبارية من إسرائيل، إلى إحداث بلبلة داخل سورية، ولكن الصدفة واليقظة السوريتين حالتا دون تحقيق ذلك، وتشير المعلومات إلى أن واحدة من هذه المحاولات كانت إبان أحداث التظاهرات الكردية..

وتفيد معلومات استخبارية، تسربت مؤخراً عن المجموعة الأوربية المتابعة للسجون السرية الأمريكية في الدول العربية وأوربا، بأن نصف الأسلحة التي أُعلن عن فقدانها في العراق، والتي وصل عددها الى 190 ألف قطعة سلاح، لم تفقد بل سربت إلى سورية ودول الجوار! وتم ذلك عبر حلقات سرية مرتبطة بمجموعة نائب الرئيس «ديك تشيني»، وهي التي سمحت بتوجيه هذه الأسلحة إلى مجموعات داخل سورية، وتمت تخبئتها في المزارع والمباني وبعض الأحراش الكثيفة.. الخ، وعن هذه المجموعات أفاد التقرير بأنها سكنت طيلة عام 2002 في بيوت للبدو، وبيوت داخل العاصمة بغداد، وفي بيوت بعض المسؤولين العراقيين، ومنهم عضو مجلس الحكم التي تم اغتيالها «عقيلة الهاشمي» والتي سكن في بيتها أيضاً أربعة ضباط من «السي آي إيه» خلال الفترة التي سبقت العدوان الأمريكي على العراق (حسب تصريحات دبلوماسي فرنسي رفيع رفض الكشف عن أسمه).

وفي هذا الصدد أكد مسؤول عراقي فاعل في مجال الإستخبارات (رفض الكشف عن اسمه)على: «وجود أجهزة متطورة جداً تعمل عبر الاٌقمار الإصطناعية، تم تسريبها نحو الداخل السوري، وبترتيب من الأميركيين أنفسهم، إلى جانب مجموعات نشك بأنها إسرائيلية، قد تكون ناشطة في هذا المجال أيضاً، ومؤخراً أصبحنا نشاهد مجموعات فرنسية أيضا». وأضاف: «هناك غرفة عمليات متكاملة غايتها النيل من سورية ولبنان مقرها المنطقة الخضراء، ويتعاون على العمل فيها فريق من (المعارضة السورية) مع مجموعة من الضباط الإسرائيليين يحملون جوازات سفر نيوزلندية وكندية وأوكرانية وبولندية»..

لهذا، فليست هناك مفاجأة هي الأخبار التي تناولت قيام «تشيني» بدفع «بوش» لضرب سورية على الأقل قبل نهاية ولايتة، فالاثنان متفقان على ذلك، وهذا ما أكده عضو برلمان أوربي على صلة قوية جداً بمجموعة «سعد الحريري» حين قال: «إن وجود النظام السوري من عدمه، مجرد قضية وقت». أما أحد الصحفيين الغربيين فقد أكد أن الأمريكيين وحلفاؤهم: «يراهنون على المباغتة وعنصر المفاجأة، وإنهم منهمكون جداً في عملية التجنيد وشراء الولاءات داخل سورية»..

وقد كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى عن اجتماع «خطير»، تم عقده مؤخراً في مكتب نائب الرئيس الأمريكي «ديك تشيني» وناقش مسألة توجيه ضربة عسكرية لكل من سورية وإيران، وأن هذه الضربة لن تتم إلا بعد نضوج ما تم تهيئته سراً على الأرض من قبل الخلايا المتسللة، فهناك خطة محكمة لتعطيل الإتصالات في سورية لمدة 48 ساعة، مع تعطيل شبكات الرادار والكهرباء، بما يسهل العمل الجوي بمجرد الشروع بخطة «تشيني».

 ولقد نقلت قناة «المنار» التلفزيونية عن المسؤول الأمريكي قوله: «حضر الاجتماع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بمستوييها السياسي والأمني، لكن لم يشارك في اللقاء وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس»، الأمر الذي يؤكد حقيقة المشروع، فالخطة وضعت في بيت نائب الرئيس، وأخذت مقرات لها في كل من بغداد، شمال العراق، وإسرائيل، أي جهز لتحقيقها ثلاث غرف للعمليات، وأضاف المسؤول: «إن اللقاء المذكور ناقش المسألتين الإيرانية والسورية، وجاء التفافاً على تيار - داخل الإدارة الأمريكية - يرفض القيام بأي حروب وعمليات عسكرية ضد إيران وسورية خلال ما تبقى من فترة ولاية الرئيس جورج بوش الثانية».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت لاحق أن «تشيني» و«المحافظين الصقور» في الإدارة، ينادون: «ضرورة تغيير سياسة الحوار الأمريكية وفقاً للمعلومات الواردة من الإسرائيليين (فيما يتعلق بضرب إسرائيل لمنشأة نووية سورية محتملة) معتبرين هذه المعلومات دقيقةً وموثوقةً». كما تحدثت بعض وسائل الإعلام مؤخراً عن انقسام في البيت الأبيض، حول أهمية المعلومات التي قدمتها الاستخبارات الإسرائيلية إلى أمريكا لتبرير الغارة على سورية, حيث يرى الفريق الأول، وعلى رأسه «رايس» و«غيتس» بأن المعلومات الإسرائيلية لا تكفي لتبرير الضربة المزمعة ضدَّ سورية, فيما يصر الفريق الآخر، وزعيمه «تشيني» على عكس ذلك.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن «غيتس» يعارض بشدة قيام الولايات المتحدة بحرب جديدة، خوفاً من أن تزيد نتائجها من تدهور شعبية بوش والحزب الجمهوري، وكان «غيتس» قد التقى مؤخراً بـ «بوش الأب» في مزرعته وبحث معه هذه المسألة، شارحاً له خطورة القيام بحرب جديدة.

وتابع المسؤول الأمريكي: «إن ديك تشيني، ومعه عدد من المتنفذين في الإدارة الأمريكية، يدفعون بالرئيس بوش إلى حرب جديدة، على الأقل ضد سورية، قبل مغادرته البيت الأبيض، ويحاول (جناح) تشيني جر بوش إلى حرب جديدة في المنطقة، عبر قيام إسرائيل بشن هجمات ضدَّ سورية وإيران».

وصحيح أن العلاقات السورية الأمريكية ازدادت توتراً منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكن هذه العلاقات تدهورت بشكل أكبر بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق «رفيق الحريري» لاسيما بعد الاتهام الأمريكي لسورية بالتورط في هذا الاغتيال.  

وتبقى كل المؤشرات التي يتم تداولها في أوربا هذه الأيام، لتؤكد بأن الضربة قادمة بإتجاه حزب الله وسورية لا محالة، وهي ضربة أصطلح على تسميتها (تركيعة) بمعنى إجبار سورية من خلالها للابتعاد إلى الوراء وثني أذرعها الممتدة نحو لبنان وايران والعراق على حد سواء، وهذا ما يعمل عليه نائب الرئيس «تشيني» ومجموعة «الصقور» في إسرائيل.