فتوى الإمام محمد عبده: الإضراب حق مشروع ضد الفقر وضد الجوع

كنت أحسب أن الشيخ «يوسف البدري» ابن مدينة المحلة الكبرى، مدينة العمال والصراع الطبقي، والإضرابات والمظاهرات والاحتجاجات العمالية، كنت أحسبه متعاطفاً وموضوعياً مع أهله من عمال المحلة المظلومين والمقهورين، ولكن..؟! وكنت أحسبه أيضاً، يحظى ببصيرة اجتماعية عادلة، بتأثير إقامته في مدينة حلوان، مدينة الصناعة والعمال، والإضرابات الاحتجاجية التي ردت المظالم إلى أهلها، والتي منعت الرئيس الإسرائيلي من زيارة مصنع الحديد والصلب في عهد الرئيس المقتول «أنور السادات» ولكن..؟!.

وإلى جانب كل ما فاجأني به الشيخ، جاء تقصيره في قراءة أعمال الإمام «محمد عبده» الكاملة، والتي تضمنت فتواه الثورية والاجتماعية حول الإضراب العمالي، على اعتباره حقاً مشروعاً ضد الفقر وضد الجوع. وقد استندت هذه الفتوى إلى منطلق التحريض القرآني، وتحريض السنة النبوية، وتحريض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وهذه آيات التحريض:

 * «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض» (سورة البقرة).

 * «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً» (سورة الحج).

 * «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فقلبه وهذا أضعف الإيمان» (حديث شريف).

 * إلى جانب دعوة الصحابي الجليل «أبي ذر الغفاري» إلى الجائع لكي يشهر سيفه.

تؤكد هذه المأثورات المقدسة على شرعية الإضراب، عمالياً كان أم غير ذلك، هذه الشرعية الاجتماعية التي أدانها الشيخ «يوسف البدري» على صفحات جريدة العمال، جريدة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الشيخ السلطوي الذي خان مصالح العمال المصريين.

وأخيراً أقول للشيخ إن إدانتك للإضرابات العمالية «عمل غير صالح»، وأذكره بقوله تعالى: «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا» (سورة هود)..

• «ميت غمر» - مصر

آخر تعديل على الثلاثاء, 06 أيلول/سبتمبر 2016 14:03