واشنطن «تكشف ظهر» الأكراد في العراق
في خطوة تحمل بين ثناياها معالم التخلي الأمريكي رسمياً عن أكراد العراق ورمي راية «التحبب» لهم و«الانتصار» الزائف لقضيتهم القومية والذي طالما تشدقت به واشنطن ورددته من خلفها أبواق قيادتي الحزبين المسيطرين في شمال العراق، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي ميريك توبولانك في أنقرة أن بلاده قد تدرس إقامة منطقة عازلة في العراق لمنع تسلل المسلحين الأكراد إلى تركيا مبدياً في الوقت نفسه شكوكاً حول فعاليتها وأن «حكومته ستبحث في هذا الاقتراح وستناقشه مجدداً مع الجيش والقوات المسلحة التركية وإذا تبين أن مثل هذا الإجراء ضروري فإننا سنقوم بما يلزم».
وفيما لم يكن لهذا الإعلان أن يخرج إلى العلن في كل الأحوال مالم يكن يحظى بضوء أخضر أمريكياً، ولاسيما مع تمديد البرلمان التركي لما يسمى بتفويض الجيش بالقيام بعمليات مسلحة في العراق، فإنه يترافق بالفعل مع استمرار عمليات التوغل العسكرية تلك في شمال العراق، في ظل صمت مطبق من كل من قوات الاحتلال الأمريكية وقيادتي الحزبين الكرديين في الشمال العراقي، على حد سواء، علماً بأن أول غالبية الضحايا هم من المدنيين الأكراد.
ولأن المشروع الأمريكي القائم على تعزيز النعرات الطائفية والقومية لا يستثني أحداً، ضمن أسلوب تبديل الحلفاء والتحالفات خدمة لهذا الهدف لا أكثر، فإنه يترافق مع إعلان حكومة المالكي وقوات الاحتلال عن تحويل قيادة ما يسمى بالصحوات العراقية إلى إشراف الحكومة العراقية. والمطلوب من هذه «الصحوات» التي سينضم 45 ألفاً من تعداد عناصرها البالغ قرابة 100 ألف إلى صفوف الجيش والشرطة العراقيين أن يتحولوا إلى مواجهة المقاومة العراقية التي فشل الاحتلال في مواجهتها بعد أن كان الهدف المعلن من وراء تشكيلها وتمويلها أمريكياً هو مواجهة تنظيمات القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تفتك بالمواطنين العراقيين.