لماذا ترفض الهند قرارات قمة الثماني بصدد المناخ؟
كتب توماس بيكيش، على موقع Aujourd’hui l’Inde.com، في تموز الماضي مادة أوضح فيها أسباب رفض الهند لقرارات قمة الثماني بصدد المناخ، أكد خلالها أنه في الساعة التي توصلت فيها بلدان الثماني إلى توافقٍ حول إنقاص 50 بالمائة من انبعاث الغازات المؤدية للاحتباس الحراري ببلوغ العام 2050، بما في ذلك بالنسبة «للاقتصادات الرئيسية الناشئة»، يكرر الاقتصادي الهندي الحائز على جائزة نوبل للسلام د. راجندرا باشوري بأنّ الأولوية الهندية تبقى التطور الاقتصادي.
«ينبغي أن تتوقف بلدان الثماني الكبار عن مطالبة البلدان الناشئة بأن تتقاسم معها عبء إنقاص انبعاث الغازات المؤدية للاحتباس الحراري. الهند اقتصاد في خضم التوسع، كيف يمكنهم أن يحاولوا فرض هذا الجهد علينا حين لا يزال ملايين الناس يعيشون في فقرٍ مطلق؟»
وبضغط من الحكومة الأمريكية، تهدف الصيغة النهائية للاتفاق الذي يفترض فيه فتح الطريق أمام المعاهدة الدولية المستقبلية التي ستحل محل بروتوكول كيوتو في العام 2012، تهدف إلى دمج البلدان الناشئة الكبيرة في هذه الجهود، مع الدعوة إلى «مساهمة كل الاقتصادات الكبيرة»، بما في ذلك الهند والصين.
إنه اتفاقٌ غير مقبول بالنسبة للهند ولزميلاتها في «مجموعة الخمس» التي تضم الاقتصادات الناشئة الرئيسية (جنوب إفريقيا والبرازيل والصين والهند والمكسيك)، لأنّ البلدان النامية تطالب الدول الغربية بتحمل الجزء الأكبر من إنقاص الغازات الملوّثة.
ووفق رئيس الوزراء الهندي مانهومان سينغ، «لا يمكن عقد أي اتفاقٍ دولي ذي معنى حول مكافحة الاحتباس الحراري إذا لم يؤخذ بالاعتبار الأمن الغذائي وأمن الطاقة. أولويتنا الأولى اجتثاث الفقر، ما يتطلب نمواً اقتصادياً سريعاً».
إذاً، ينبغي ألا تؤثر مكافحة الاحتباس الحراري على التنمية الاقتصادية، بل تسهل «الانتقال نحو التنمية المستدامة»، وهذا ما يشرحه باشوري بالقول إنّ الهند ربما تصبح سريعاً «الزعيم العالمي للطاقات المتجددة» ولكن حالياً، لم تصل الكهرباء بعد إلى 400 مليون نسمة في البلاد. ويخلص إلى القول: «يتوجب على البلدان الغنية مواجهة مسؤولياتها».