مناورات في الجولان والأساطيل في الخليج

في الوقت الذي يردد فيه منظرو السياسة والعسكريتاريا الإسرائيلية صراحة أن «القيام بإبادة نووية هو أمر جدير بالاعتبار» في تعاطيهم مع إيران، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت إشراف كل من وزير الحرب ايهود باراك وقائد هيئة أركانه الجنرال غابي اشكينازي، الثلاثاء الماضي، مناورات ضخمة في هضبة الجولان السوري المحتل، وذلك وسط الحديث الغامر عن السلام ومفاوضاته غير المباشرة في اسطنبول.

أما ذريعة المناورات حسب تصريحات بارك التي نقلتها عنه إذاعة الاحتلال فهي أنه «هناك من الجانب الآخر (سورية وحزب الله) تعزيز للمواقع وليس من باب الصدفة أننا نجري في هضبة الجولان تدريبات مكثفة وواسعة النطاق». واعتبر «أن القرار 1701 لا يتوصل إلى تحقيق أهدافه» مضيفاً أن «حزب الله تلقى تعزيزات مهمة جداً في السنوات الأخيرة وندرس إمكانية حصول تعديل في التوازن مع دخول أسلحة متطورة من سورية (إليه)».

بموازاة ذلك، وما كادت المناورات البحرية الضخمة التي جرت في المحيط الأطلسي بين القوات البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية تحت عنوان «عملية بريمستون»، والتي تدربت خلالها قوات «الحلفاء» على تنفيذ حصار بحري متوقع ضد إيران، حتى توجهت الأساطيل المشاركة في المناورات إلى مياه الخليج، فيما يوحي بإجراء محتمل فعلياً ضد إيران.

وتقود الأساطيل البحرية حاملة الطائرات التي تعمل على الطاقة النووية «يو أس أس تيودور روزفلت» والتي إلى جانب الطائرات الثمانين التي تنقلها عادة، أضافت إليها عدداً إضافياً من طائرات «رافال» المقاتلة الفرنسية التي كانت تعمل على حاملة الطائرات «شارل ديغول» الخاضعة حالياً لعملية صيانة دورية في فرنسا.

كما توجهت إلى مياه الخليج الحاملة «يو أس أس رونالد ريغان» النووية أيضاً، والحاملة «يو أس أس أيو جيما»، وحاملة الطائرات البريطانية «أتش أم أس أرك رويال» إلى جانب عدد من القطع البحرية الفرنسية بما فيها الغواصة النووية «أميتيست». وفور وصول هذه الأساطيل إلى مياه الخليج، ستنضم إلى حاملتي الطائرات العاملتين في المنطقة وهما «يو أس أس أبراهام لينكولن» و«يو أس أس بيليليو».

وفيما تنظر طهران إلى هذا النشر المكثف للقوة البحرية متعددة الجنسيات بالقرب من مياهها الإقليمية على أنه محاولة لفرض حصار بحري على أقل تقدير وإعلاناً للحرب في أقصاه، فقد ردت بلسان وزير دفاعها العميد مصطفى محمد نجار أن محاولات الأعداء لاستخدام مبدأ المفاجأة ضد بلاده ستواجه بمفاجآت كبرى من القوات المسلحة الإيرانية، التي ترصد كل شيء وسبق لها مؤخراً أن طورت عوامة لا يمكن رصدها من الرادارات.

آخر تعديل على الثلاثاء, 23 آب/أغسطس 2016 12:44